ما هي التكنولوجيا المتوفرة لتلك المحركات. وما هو مدى انتشارها وتطبيقها في السيارات العادية وهل تُحدث تلك التكنولوجيا فرقاٌ. في فئة أعلى من فئة السيارات الرياضية
تُبدع بعض الشركات والتي معظمها ذات إنتاج محدود في صنع سيارات سوبر رياضية. وتضع فيها الحد الأعلى من التكنولوجيا سواء أكانت هذه التكنولوجيا موجودة في الأسواق. أو كانت من تطوير الشركة نفسها وهنا نحصل على ما يسمى بالسيارة السوبر رياضية (Hyper Sportive).
ولقد تطورت التكنولوجيا المتوفرة لتلك السيارات الناردة بشكل كبير ومتسارع في العقدين الأخيرين. وسوف نتناول اليوم أحدث التكنولوجيا المتوفرة لمحركات تلك السيارات.
أولاً-المحركات الهجينة
تقتحم المحركات الهجينة صناعة السيارات بشكل متسارع. وسوف نتعرف أولاً إلى هذه التقنية والتي تعتمد على مبدأ تزويد السيارة بمحرك كهربائي أو أكثر بالإضافة إلى محرك البنزين. أما سبب هذه التقنية فهو الاعتماد على المحرك الكهربائي داخل المدينة أو في زحمة السير لغاية تخفيف الانبعاثات وحماية البيئة وصولاً إلى الاستدامة.
أما في السيارات الرياضية فيتم الاستفادة من تعدد المحركات الكهربائية وقوتها في تأمين تأدية خارقة للسيارة والتي تتضمن انطلاقات صاروخية وسرعات قياسية
ومن أحدث السيارات التي زودت بهذه التقنية والتي قدمتها شركتها مؤخراً هي بوجاتي توربيلون. والتي استغنت شركتها عن محركها القديم من 16 أسطوانة بشكل W. وهو مزود بأربعة شواحن هواء لصالح محرك جديد بالكامل من 16 أسطوانة أيضاً ولكن بسعة 8.3 لتر بشكل Vوتنفس طبيعي (بدون توربو) يولد منفرداً 1000 حصان.
أما الأهم فكان تزويد السيارة بثلاثة محركات كهربائية. اثنان منهما على العجلات الأمامية وواحد على المحور الخلفي. والتي تولد مجتمعة 800 حصان وهذا ما يجعل مجموع القوة المتأتية من المحركات 1800 حصان. ومع تلك الأرقام الهائلة فإن السيارة تنطلق من 0-100 كم/سا خلال ثانتين فقط. أما إلى سرعة 20 كم/سا فتحتاج إلى أقل من 5 ثوان وتصل إلى سرعة قصوى تبلغ 445 كم/سا.
ثانياً-المحركات الكهربائية
ذهبت بعض الشركات بعيداً وإلى الحد الأقصى في الالتزام بحماية البيئة. لذلك فضلت تزويد سياراتها السوبر رياضية بمحركات كهربائية فقط حيث تضمن تلك المحركات انبعاثات صفرية من ثاني أوكسيد الكربون. وبالتالي تلويثاً معدوماً للبيئة. فضلاً عن التأدية المتفوقة التي تقدمها بسبب توفر قوة وعزم المحرك بشكل فوري.
ومن أبرز الشركات في هذا المجال نجد عملاق السيارات الكهربائية تسلا. والذي قدم طراز ردوستر الذي زُود بثلاث محركات كهربائية تولد 1500 حصاناً. وتؤمن لها انطلاقاً من 0-100 كم/س خلال 2.1 ثانية. كما برزت مؤخراً شركة جديدة من كرواتيا وقدمت سيارة تحم الاسم: ريماك نيفيرا. والتي زُودت بأربعة محركات كهربائية تولد مجتمعة 1914 حصاناً وتمكن السيارة من الانطلاق من 0-100 كم/سا خلال 1.85 ثانية.
ثالثاً-المحركات المشحونة
لنتحدث أولاً عن مفهوم شحن الهواء (توربو). حيث يتم تثبيت عنفة على جسم المحرك من الخارج بالاستفادة من تدفق غازات العادم. ويتم ربط تلك العنفة ميكانيكياً بعنفة أخرى والتي تعتبر وظيفتها ضغط الهواء الداخل إلى المحرك. الأمر الذي يجعل مزيج الوقود والهواء أكثر قو أثناء الاشتعال وبالتالي قوة وعزم أعلى
أما مع السيارات الرياضية فلقد توجهت شركاتها لتزويد محركات تلك السيارات بشاحني هواء أو أكثر. ومن أبرز الشركات في هذا المجال نجد بورشه الألمانية وفيراري الإيطالية. دون أن ننسى بوجاتي شيرون التي تم تزويد محركها بأربعة شواحن هواء الأمر الذي أوصل قوته إلأى 1500 حصان.
رابعاً-المحركات الكثيرة الأسطوانات
وبينما ذهبت بعض الشركات بشكل جاد نحو الاستدامة وقدمت سيارات رياضية خارقة. والتي تم تزوديها بمحركات هجينة أو محركات كهربائية بالكامل. فإن بعضها الآخر لا يزال يعتمد محركات بتنفس طبيعي. وللحصول على القوة اللازمة من تلك المحركات فلقد عمدت شركتها إلى زيادة عدد أسطواناتها وسعة محركاتها مستهدفة الأشخاص الذيت يجدون المتعة الكاملة في سماع هدير أصوات محركات سياراتهم
ومن أبرز تلك الشركات نجد لمبورغيني الإيطالية والتي لا تزال تعتمد في سياراتها محركات بتنفس طبيعي من 10 أسطوانات بشكل V في هوراكان. ومن 12 أسطوانة بشكل V في أفنتادور. وكذلك لا تزال فيراري تعتمد هذا النوع من المحركات في بعض سياراتها مثل سيارتها الأحدث من فئة إس يو في والتي تحمل الاسم بوروسانغوي. وكذلك سيارتها 812 سوبر فاست واللتين تم تزويدهما بمحرك من 12 أسطوانة بشكل V يولد حوالي 800 حصان. مع أنغام للمحرك لن تمكن من الاستمتاع بها مع محركات بعدد أقل من الأسطوانات.
خامساً-شاحن الهواء الكهربائي
إن أبرز المشاكل التي يعاني منها شاحن الهواء هو ردة فعله المتأخرة. بمعنى أنه يحتاج لأن تصل سرعة المحرك إلى 3000 دورة في الدقيقة حتى يتمكن وبشكل فعال من تأمين هواء مضغوط بشكل كافي لضخه إلى أسطوانات المحرك.
أما مع التقنية الجديدة فلقد عمدت بعض الشركات وأهمها آودي الألمانية مع سيارتها إس كيو 8 إلى تزويد شاحن الكهرباء بمحرك كهربائي. والذي يضمن دورانه بالسرعة الكافية واللازمة لضغط الهواء الداخل إلى المحرك. وذلك قبل أن تصل سرعة المحرك إلى 3000 دورة في الدقيقة ويصبح شاحن الهواء فعلاً بشكل تلقائي.
سادساً-الضاغط الحجمي (سوبر تشارجر)
تعتمد بعض السيارات الأمريكية على مبدأ الضاغط الحجمي. وذلك للتخلص من مشكلة ردة الفعل المتأخرة لشاحن الهواء. ويتم ذلك عبر ربط عنفة سحب الهواء وضغطه مباشرة مع عمود المرافق (الكرنك). وبهذا يتم التخلص من ردة الفعل المتأخرى لشاحن الهواء. وذلك لأن الضاغط الحجمي يقوم بعمله على أكمل وجه وبالفعالية الكامية بمجرد دوران المحرك كونه أصبح مرتبطاً به ميكانيكياً.
ومن أبرز الشركات في هذا المجال نجد دودج الأمريكية. مع محركها الشهير الذي يزود طراز تشارجرهيلكات والذي يولد قوة تصل إلى 800 حصان. والتي تتأتى من محرك من 8 أسطوانات بشكل Vوبسعة 6.2 لتر حيث يؤمن لها الانطلاق من 0-100 كم/سا خلال 3.9 ثوان.
وختاماً، فإنا لم نتطرق في مقالنا هذا سوى للمحركات كونها القلب النابض للسيارات. إلأ أن هناك عوامل أخرى كثيرة تساهم وبشكل فعال في تحسين أداء السيارات الرياضية. وذلك مثل تخفيض أوزانها بتزويدها بقطع من الهيكل مصنوعة من ألياف الكربون. أو تصميمها هيكلها بطريقة انسيابية متقدمة تضمن اختراقاً سلساً جداً للهواء وبالتالي تأدية متقدمة.
وسوف تتحقق كل تلك التقنيات بفضل التقدم العملي والذي وجد طريقه إلى عالم السيارات. وذلك عبر تزويدها بتكنولوجيا فائقة لم نكن نراها سابقاً. وسوف يكشف لنا المستقبل القريب عن المزيد من التكنولوجيا في هذا المجال والتي سوف نقدمها لكم فور تطبيقها.
