كيف تحمي سيارتك وتحافظ عليها

كيف تحمي سيارتك من عوامل الطقس والعوامل المحيطة الأخرى، وكيف نحافظ على جاهزيتها بشكل دائم.

أصبحنا نعيش في عالم سريع ومُكلف ولا يمكننا التنقل فيه بدون سيارة كونها أصبحت ضرورة مُلحة من ضرورات الحياة ووسيلة تنقل فردية هامة جداً إن لم تكن من أهم ما يقتنيه أحدنا. وكوننا بتنا نستثمر في شرائها مبالغ ليست بالقليلة فإن الجدير بكل واحد فينا أن يحافظ على هذا الاستثمار بُغية إطالة عمره وتخفيض تكاليف تشغيله وإبقاءه في جاهزية تامة وبشكل دائم. فما هي النصائح التي يقدمها الخبراء في هذا المجال.

أولاً:إجراء الصيانة الدورية في وقتها:

تتم الصيانة الدورية للمستهلكات التي تستخدم في تشغيل السيارة ومن أهمها زيت المحرك الذي يُعتبر أحد الأسباب الرئيسية لاستمرارية عمله بسلاسة وبالحد الأدنى من الأعطال كونه يضمن الحركة السلسلة واللينة لكافة الأجزاء الميكانيكية ضمن المحرك.

ثم تأتي شمعات الاشتعال والتي تتلخص وظيفتها في إشعال مزيج الوقود والهواء داخل المحرك، ويجب أن تكون هذه الشمعات بجاهزية عالية لضمان اشتعال كامل داخل غرفة الاحتراق وبالتالي تجنب أية رواسب أو بقايا احتراق ناجمة عن عملية الاشتعال والتي من شأنها تقصير عمر المحرك وتراجع أداء تشغليه.

ومن الأمور الهامة أيضاً تغيير فلتر الهواء لضمان تنفس المحرك بشكل ممتاز الأمر الذي ينعكس إيجابياً على نشاطه واستهلاكه للوقود، وفلتر الزيت الذي يضمن نقاوة الزيت الذي يزلّق عمل المحرك وبالتالي تخفيف نسب احتكاك قطعه الميكانيكية إلى الحد الأقصى.

ثانياً-فحص ضغط الهواء في الإطارات:

يعتبر هذا الأمر حيوياً جداً ولا يقل أهمية عن موضوع الصيانة الدورية، لأن نسبة الضغط الصحيح للإطارات ستؤدي إلى أداء أمثل للسيارة. وكنتيجة لذلك، فإن نسبة الضغط المنخفضة في الإطارات ستزيد من مساحة تماس الإطار مع الطريق الأمر الذي سيؤدي إلى تراجع تسارع وسرعة السيارة بالإضافة إلى زيادة استهلاكها للوقود.

وفوق ذلك فإن الاستمرار بقيادة السيارة مع انخفاض ضغط الهواء في أحد أو بعض إطاراتها سيؤدي إلى اهتراء ذلك الإطار قبل غيره وهذا يعني تكاليف تشغيل إضافية واضطرارك لتغيير الإطار الذي على الطرف الآخر. ولا ننسى أن زيادة ضغط الهواء في الإطارات سيؤثر سلباً على مستويات الراحة فضلاً على المضاعفات التي سيتعرض لها نظام التعليق وهيكل السيارة كنتيجة لذلك.

ثالثاً-تغيير أماكن الإطارات:

غالباً ما يكون اهتراء الإطارات الأمامية أكثر منه للإطارات الخلفية كونها تتعرض للالتفاف الأمر الذي يعني زيادة نسب الاحتكاك مع الطريق. لذلك يوصي الخبراء بتدوير الإطارات (تغيير مكانها) في السيارة والقاعدة المتبعة في ذلك هي تحويل الإطار الأمامي الأيسر إلى الخلفي الأيسر، بينما يتم تحويل الإطار الأمامي الأيمن إلى الخلفي الأيمن.

وبنفس الوقت يتم نقل الإطار الخلفي الأيمن إلى مكان الأمامي الأيسر، ويتم نقل الإطار الخلفي الأيسر إلى الأمامي الأيمن ، ويُوصي الخبراء بأن تتم هذه العملية كل 10-15 ألف كم.

رابعاً-فحص الفرامل وبطاناتها:

تعتبر الفرامل (المكابح) أحد أهم عوامل سلامة استخدام الطريق وبالتالي فإن تراجع أدائها سيؤدي إلى أخطار مُحدقة على صاحب السيارة ومستخدمي الطريق الآخرين. لذلك يجب تفقد مستوى زيت الفرامل بشكل دوري، والانتباه إلى تأدية الفرامل وملاحظة أية اهتزازات غير مستحبة أثناء استخدامها والتي قد تكون ناجمة عن اهتراء البطانات (الوسائد أو الكوليات). ولقد سمعنا عن الكثير من الأشخاص الذين اضطروا لتغيير ديسكات الفرامل بسبب تأخرهم في عملية تغيير البطانات الأمر الذي سبب اهتراء المعدن الذي تحتك به البطانات لإنجاز عملية الكبح (الديسكات المعدنية).

خامساً-المحافظة على نظافة السيارة:

يعتقد البعض أن نظافة هيكل السيارة هو مسألة جمالية فقط، بينما هو في الحقيقة إجراء وقائي تتم فيه المحافظة على طلاء السيارة من الاهتراء بسبب العوامل الجوية حارةً كانت أم باردة، وتشمل نظافة السيارة هيكلها الخارجي بالإضافة إلى القسم السفلي منها والذي يعتبر أكثر عُرضة للاتساخ كونه الأقرب إلى سطح الطريق، ولا ننسى النظافة الداخلية أيضاً تجنباً لتراكم الغبار والجراثيم وبُغية إطالة عمر الفرش والمواد المتوفرة داخل المقصورة من إلكترونيات وجلود وبلاستيك وخلافه….

سادساً-تفقد بطارية السيارة:

بدون بطارية لا يمكن لأحد أن يقوم بتشغيل السيارة وبالتالي لا يمكن استخدامها ولا تحريكها، وبالتالي فإن البطارية هي المصدر الأول للطاقة حتى نتمكن من استخدام سيارتنا، ولذلك يجب تفقد البطارية بشكل دوري وملاحظة تكون أملاح أو رواسب على أقطابها.

كما يجب المبادرة إلى تغيير البطارية عند تراجع أدائها بشكل ملحوظ لما في ذلك من خطر على التجهيزات الالكترونية للسيارة كونها باتت في معظمها تحتوي على بوردات الكترونية عالية الحساسية.

سابعاً-القيادة بتعقل وانتباه:

إن كثرة القطع الميكانيكية والكهربائية والإلكترونية في السيارة يجعل منها ما يشبه معملاً مصغراً متحركاً، وهنا يجب التنبه إلى أية أصوات غريبة قد تصدر من أي جزء من السيارة وعدم الاستهانة بتلك الأصوات والمبادرة بشكل فوري لمراجعة أقرب ورشة صيانة للكشف عن مصدر الصوت وتحديد مدى خطورة التشخيص والمبادرة إلى حل المشكلة.

كما أن طريقة قيادتك للسيارة تلعب دوراً هاماً جداً في المحافظة عليها، إذ يتم صنع كل فئة من السيارات لغاية معينة فمنها المتخصصة بالدفع الرباعي ومنها الرياضية السريعة ومنها المخصصة لنقل الأشخاص ومنها المخصصة لنقل البضائع، ولذلك فإن الأجدر بمستخدم السيارة استخدامها بتعقل وحكمة وضمن الغاية التي تم صنعها من أجلها.

وختاماً، فإنك أول المستفيدين من اهتمامك بسيارتك عزيزي القارىء كونك تراعيها مثل طفلك المدلل وترعاها بعناية، وكنتيجة لذلك فإن تساهم أيضاً في تحسين أدائها وإطالة عمرها والأهم تحليها بجاهزية عالية بشكل دائم ومستوى مرتفع من عوامل السلامة لك وللآخرين الذين يعيشون معك في نفس المجتمع كونك تسهم بشكل إيجابي في جعله نظيفاً وآمناً فضلاً عن الثواب الذي ستجنيه من ذلك.