سنتناول اليوم مستقبل التنقل بالسيارات ولماذا يتم التوجيه عالمياً نحو السيارات الكهربائية والتي يُرمز لها اختصاراً EV أو Electric Vehicle، حيث تركز معظم الشركات اليوم على التحول إلى هذا النوع من السيارات لما له من إنعكاسات إيجابية حول نسبة الانبعاثات وحماية البيئة. وتعتبر نسبة الانبعاثات من السيارة الكهربائية صفراً بكل معنى الكلمة لأنها ببساطة تعتمد محركاً كهربائياً بخلاف محركات الاحتراق الداخلي التي تنتج ثاني أوكسيد الكربون لدى عملها.
فوائد السيارات الكهربائية
وإذا أردنا أ نجيب على عنوان مقالنا فيجب أن نبحث في مزايا السيارات الكهربائية وإيجابياتها والتي سوف نوردها تباعاً ضمن هذا المقال:
حماية البيئة من انبعاثات الغازات:
وتعتبر هذه الميزة الأساسية لهذا النوع من السيارات، كون مستخدم السيارة قد توقف نهائياً عن الإضرار بالبيئة بفضل قيادة سيارته الكهربائية وبالتالي فهو بات يساهم بشكل فاعل في تحسين المناخ العام للكرة الأرضية والتقليل من مشكلة الترفع الحروري التي باتت الشغل الشاغل للدول بشكل عام. وتجدر الإشارة إلى أن الانبعاثات المتأتية من محركات الاحتراق الداخلي (البنزين والديزل) تشمل غاز ثاني أوكسيد الكربون CO2 بالإضافة إلى غاز أوكسيد النيتروجين NOx واللذين يعتبران كليهما من المصادر الأساسية في تلوث الهواء.
فعالية الطاقة:
تتعطي محركات الاحتراق الداخلي نسبة فعالية أو كفاءة Efficiency تتراوح بين 20-30% في أحسن أحوالها، بينما تصل نسبة الكفاءة في المحركات الكهربائية إلى 90% وبمجرد الاطلاع على الفرق بين نسبتي الكفاءة فإنك ستجد نفسك متوجهاً نحو النسبة الأعلى فضلاً عن الطاقة المتأتية من محرك السيارة الكهربائية تكون مباشرة ولا تأخير فيها وهذا ما نجده واضحاً عند مقارنة الانطلاق والتسارع بين أية سيارة كهربائية وسيارة تعمل بالبنزين مع تفوق واضح للسيارة الكهربائية.
انخفاض تكاليف التشغيل:
إذا قمنا بمقارنة عدد القطع التي يُصنع منها كل من المحرك الكهربائي ومحرك البنزين سنجد أن المقارنة تصب في مصلحة المحرك الكهربائي كون عدد قطعه أقل بكثير من الآخر الأمر الذي يعني تكلفة صيانة أقل وتعقيدات أقل وبالتالي أعطال أقل. ومن جهة أخرى فإن المحرك الكهربائي لا يحتاج في تشغيله إلى زيت محرك ولا إلى ضبط ومزامنة لمحوري المرافق والكامات، ولا إلى تغيير السيور (القشط) التي تربط ذاك المحورين ببعضها البعض، ولا إلى معايرة الكامات والصمامات المرتبطة بها، وكل ذلك يعني تكاليف أقل.
سرعة الانطلاق:
كما ذكرنا ذلك آنفاً وفي عُجالة، فإننا نؤكد هنا من جديد على أن العزم المتأتي من المحرك الكهربائي هو عزم فوري الأمر الذي يعني تسارعاً أفضل وانطلاقاً أكثر سلاسة في كل مرة.
كما أن الضجيج الميكانيكي المتأتي من المحرك الكهربائي لا يقارن بما يصدره محرك البنزين لدرجة أنك قد لا تسمع صوت السيارة الكهربائية وهي قادمة نحوك أو أثناء سيرها وهذا يساهم أيضاً في تخفيف التلوث السمعي والذي يصب في مصلحة حماية البيئة.
الإعفاء من الضرائب:
تقدم الكثير من الدول تشجيعات لاقتناء سيارة كهربائية ومن شأن هذه التشجيعات والتحفيزات أن تُكثر من انتشار هذه السيارات. ونذكر من هذه التحفيزات القروض الميسرة، والحوافز النقدية، والمواقف المجانية أو المخفضة، والإعفاء من الضرائب وفي بعض الأحيان من الرسوم الجمركية أيضاً.
ولكي يكون توجهنا نحو اختيار السيارة الكهربائية أكثر اقتناعاً، فمن الضروري الخوض في مراحل هذا التوجيه بعد أن ذكرنا الميزات الإيجابية لاقتناء ذلك النوع من السيارات. وبذلك نكون قد وصلنا إلى القناعة التامة لأن اقتناء السيارة ليس بالقرار السهل وخاصة التحول من نظام كنا نستخدمه من عدة عقود نحو نظام جديد بالكامل والذي بدأ ينتشر مؤخراً.
لذلك بات من الضروري استعراض العوامل التالية قبل إقدامنا على قرار شراء سيارة كهربائية:
1. المدى:
ونقصد هنا المسافة التي تتمكن بها من قيادة السيارة بشحنة واحدة وقبل أن تُضطر للتوقف من أجل شحن البطارية.
2. توفر محطات الشحن:
وهذا أمر حيوي ولا يقل أهمية عن المدى، إذا ستجد نفسك مضُطراً لتخطيط رحلتك بشكل مسبق وتحديد أماكن توقفك بما يتناسب مع توفر محطات شحن لشحن بطارية سيارتك لتتمكن من متابعة مسيرك أو سفرك.
3. التكلفة:
وعندما نتحدث عن التكلفة فنحن نقصد تكلفة الشحن وليس سعر السيارة، لأن سعر السيارة الكهربائية هو أعلى من نظيرتها التقليدية من نفس الفئة بسبب ارتفاع أسعار البطاريات، أما التكلفة التي نتحدث عنها فهي تكلفة شحن البطارية والتي لا تزال حتى الآن أقل من تكلفة الوقود وذلك بفضل الدعم الحكومي التي تقدمه معظم الدول لمستخدمي السيارات الكهربائية كتشجيع لهم على اقتنائها.
وبما أن جوهر استخدام السيارات الكهربائية مبني على شحن بطاريتها، فإنه من الضروري أن نستعرض الخيارات المتاحة لعملية الشحن لكي يبقى القارئ العزيز مطلعاً على كافة التفاصيل. إذ يمكن لمقتني السيارة الكهربائية أن يقوم بشحنها في بيته وأثناء الليل مستفيداً من الرسوم المخفضة للكهرباء (في بعض الدول)، ولكن شحنها يحتاج إلى محطة خاصة تؤمن تيار شحن مرتفع لأن الشحن بالتيار العادي المتوفر من الشبكة الكهربائية سيستغرق ساعات طويلة تمتد لأكثر من 12 ساعة
كما يمكنك الاستفادة من منظومة الطاقة الكهروشمسية المركبة في بيتك لشحن بطارية سيارتك حيث تعتمد بعض دول المنطقة على هذه التقنية بشكل مكثف بهدف التوجه نحو حماية البيئة وتوفير طاقة مستدامة أيضاً.
أما شحن السيارة في المحطات العامة التي توفرها الدول أو بعض صانعي السيارات الكهربائية فهو مكلف أكثر من شحنها في البيت، ولكنه بنفس الوقت يؤمن تيارات شحن مرتفعة جداً الأمر الذي يعني انحفاضاً أكبر في زمن الشحن والذي قد يصل إلى 30 دقيقة فقط مع نسبة شحن تبلغ 80% لبطارية سيارتك الأمر الذي يمكنك من متابعة مسيرك وانطلاقتك دون تأخير.
وإذا أردنا أن نصنف أنواع الشحن من ناحية السرعة فيمكن أن نقول أن هناك الشحن البطيء (المنزلي العادي) والشحن المتوسط (المنزلي عبر محطة خاصة، أو المأجور بتيار متوسط) وأخيراً الشحن السريع والذي غالباً ممن يكون مأجوراً وبأجور أعلى من النوع الثاني
وختاماً، تمثل السيارات الكهربائية مستقبل التنقل لما ذكرناه خلال مقالنا من إيجابيات وفوائد تتلخص في حماية البيئة من التلوث السمعي ومن الانبعاثات السامة، وانخفاض تكلفة التشغيل، وأخيراً كفاءة التشغيل وتوفر النشاط والتسارع للسيارة. وفوق كل ذلك سيشعر من يقتنيها بأنه بات عضواً فاعلاً بشكل إيجابي في حماية البيئة التي نعيش فيها جميعاً، وبالتالي تحسين ظروف المجتمع بشكل عام والانعكاسات الإيجابية على الصحة العامة و الترفع الحروري الذي بات يقض مضجع الدول ويؤدي إلى تغيرات مناخية سلبية لم نكن نراها من قبل.