سيارات الدفع الرباعي والتطورات البيئية

كيف ستؤثر التطورات البيئية التي تفرضها الحكومات على سيارات الدفع الرباعي. وهل سنجد أنفسنا يوماً نخسر هذه الفئة من السيارات

تسير جميع الحكومات اليوم في اتجاه لا رجعة فيه إلا وهو حماية البيئة وتخفيض نسب الانبعاثات من كافة أنواع الغازات التي تلوث الهواء وأولها ثاني أوكسيد الكربون. وكل ذلك للوصول إلى بيئة مستدامة تخلو من كل تلك الملوثات. وقد اضطرت كافة شركات السيارات للتقيد بالتعليمات الصارمة بهذا الخصوص.

وتعتبر سيارات الدفع الرباعي مساهمة بشكل أكبر من السيارات العادية في تلوث البيئة. لأنها ذات وزن أعلى من السيارات العادية، كما أنها تزود بالعادة بمحركات أكبر حجماً و أكثر قوة من السيارات العادية. وهذا يزيد بالنتيجة من نسبة الانبعاثات وبالتالي فهو يسير ضد التيار السائد حالياً. فكيف تؤثر التطورات البيئية على تصميم وتصنيع سيارات الدفع الرباعي.

 التحول إلى الإنتاج الأخضر

1. مصانع السيارات المستدامة

وطالما أن التوجه نحو الاستدامة هو شأن عام ويجب أن يدخل في جميع المجالات للوصول إلى بيئة نظيفة. فلقد توجهت بعض شركات السيارات لتحقق هذا الأمر في مصانعها. ومن أبرز الأمثلة على ذلك استخدام طاقات بديلة مثل الطاقة الكهربائية الشمسية. أو طاقة عنفة الرياح، أو حتى الاستفادة من الطاقة الناجمة عن أمواج البحر. كما قامت بعض الشركات الأخرى بتحسين كفاءة استخدام المياه في مصانعها لتقليل التلوث أيضاً.

2. إعادة التدوير وإدارة النفايات

اضطرت الكثير من الشركات واستجابة منها لقوانين الاستدامة إلى ابتكار حلول تساهم في تخفيض الانبعاثات. والتي تأتي نسبة كبيرة منها من النفايات. وقامت بعض شركات صناعة السيارات بإعادة تدوير المواد المستخدمة في الصناعة. مثل المعادن والبلاستيك وبالتالي تقليل نسبة الانبعاثات التي ستنجم عن هذه النفايات.

الابتكارات التقنية في سيارات الدفع الرباعي

1. أنظمة التحكم الذكية

تقوم الكثير من شركات السيارات اليوم بتقديم أنظمة دفع لسيارات الدفع الرباعي التي تنتجها يمكن وصفها بالذكية. إذ تقوم تلك الأنظمة بتوزيع عزم المحرك على العجلات وفق حاجة كل عجلة. وهذا يعني إدارة للطاقة والعزم وتوفيراً في الوقود. كما قامت بعض الشركات الأخرى بتطوير أنظمة تعليق متأقلمة وأنظمة قيادة ذاتية. والتي من شأنها تحسين أداء السيارة على كافة أنواع الطرق وتوفير الوقود بالنتيجة.

2. الاتصال بالانترنت

تتوفر اليوم خدمة الاتصال بالإنترنت في بعض السيارات. وتساهم هذه الخدمة في مراقبة أداء السيارة بشكل مستمر طالما أن الاتصال بالانترنت متاحاً. وتستفيد السيارة من اتصالها بالانترنت بأنها تحصل على تقارير حول كفاءة الوقود ونسب الانبعاثات. حيث تساعد هذه المعلومات السائقين على تغيير نمط قيادتهم نحو الأفضل. وبحيث يكون مساهماً بشكل أكبر في تخفيض استهلاك الوقود والانبعاثات.

تجربة القيادة واستهلاك الوقود

كما تتوجه الكثير من الشركات الأخرى نحو تقليل الانبعاثات الناجمة من مصانعها. وذلك عبر استخدام طاقات بديلة وإعادة تدوير المواد الداخلة في تصنيع سياراتها. وتساهم كل تلك العوامل مجتمعة في تحسين واقع الانبعاثات والوصول إلى بيئة مستدامة. ولا داعي لأن يقلق محبو سيارات الدفع الرباعي من فقدان سياراتهم لأن الشركات أوجدت الحلول. كما أنها تسعة باستمرار لإيجاد المزيد من الحلول الأكثر فاعلية

التوجه نحو الاستدامة في صناعة السيارات

1. القوانين الصارمة للانبعاثات

كما ذكرنا في بداية مقالنا، فإن القوانين الصارمة التي تشرعها الدول لا تصب في مصلحة سيارات الدفع الرباعي. لأنها  تُصدر انبعاثات أكثر من السيارات العادية بسبب وزنها الزائد ومحركاتها الأكبر. وبالتالي فإن شركات السيارات أمام تحدٍ كبير فيما يتعلق بهذه الفئة المرغوبة من السيارات. لذلك لم تجد بداً من التوجه نحو المحركات الهجينة والكهربائية للالتزام بتلك القوانين.

2. سيارات دفع رباعي هجينة

وبالفعل بدأت بعض الشركات بإنتاج سيارات دفع رباعي هجينة. سوف نشرح مبدأ هذه التقنية لمن يقرأ مقالاتنا للمرة الأولى.

إذ يتم تزويد السيارة بمحركين أحدهما هو محرك الوقود التقليدي. والثاني كهربائي حيث تقوم السيارة تلقائياً باستخدام المحرك الكهربائي أثناء السير في المدينة كونه لا يُصدر أية انبعاثات. ومن ثم يتم التحول إلى محرك البنزين عند نفاذ شحنة البطارية والتي يتم تصميمها بالعادة لتتمكن السيارة من السير في المدينة لمسافة كافية للتنقل بين البيت والعمل. ومن أبرز السيارات في هذا السياق تويوتا هايلاندر Toyota Highlander

الابتكارات في التصميم والتكنولوجيا

1. التصميم الإنسيابي

يساهم التصميم الإنسيابي لسيارة الدفع الرباعي في تقليل مقاومة الهواء لها. وهذا يعني سلاسة أفضل أثناء اختراقها للهواء ما يعني ضغطاً أقل على دواسة الوقود وانبعاثات أخفض. كما تتوجه الكثير من الشركات اليوم بتصميم سيارة الدفع الرباعي لتكون أكثر انخفاضاً وبالتالي تقلل من مقاومة الهواء. كما تقوم بعض الشركات بالاهتمام بالتفاصيل التصميمية بشكل أدق مثل المصابيح الأمامية وشكل واجهة السيارة بشكل عام.

2. المواد الخفيفة الوزن

بدأت الكثير من الشركات باستخدام الألمنيوم في صناعة هيكل سياراتها كونه أخف وزناً بشكل ملحوظ من الفولاذ. فعلى سبيل المثال يمكن تخفيض وزن سيارة الدفع الرباعي المصنوعة من الألمنيوم مقارنة بتلك المصنوعة من الفولاذ من 2.4 طن إلى 2.1 طن أو حتى أقل. وتساهم تلك الـ 300 كغ التي تم اختصارها من الوزن في تخفيض استهلاك الوقود وبالنتيجة تقليل الانبعاثات.

وختاماً، فإن الالتزام بقوانين حماية البيئة التي تفرضها الدول والحكومات بات أمراً واقعياً لا مفر منه. ولذلك تعمد جميع الشركات اليوم لإيجاد حلول لكافة سياراتها وخاصة تلك المندفعة بعجلاتها الأربع لأنها أثقل وزناً وبالتالي أكثر استهلاكاً للوقود. وتتنوع تلك الحلول بين تغيير تقنية المحركات، مروراً بتحسين التصاميم وتخفيض الأوزان. وصولاً إلى تزويد السيارات بأنظمة تحكم ذكية تحسن من تجربة القيادة واستهلاك الوقود.

كما تتوجه الكثير من الشركات الأخرى نحو تقليل الانبعاثات الناجمة من مصانعها. وذلك عبر استخدام طاقات بديلة وإعادة تدوير المواد الداخلة في تصنيع سياراتها. وتساهم كل تلك العوامل مجتمعة في تحسين واقع الانبعاثات والوصول إلى بيئة مستدامة. ولا داعي لأن يقلق محبو سيارات الدفع الرباعي من فقدان سياراتهم لأن الشركات أوجدت الحلول، كما أنها تسعة باستمرار لإيجاد المزيد من الحلول الأكثر فاعلية.