سيارات الدفع الرباعي الهجينة والكهربائية .. أيهما تختار؟

ما هي سيارات الدفع الرباعي الهجينة، وما هي الكهربائية، ومن هي الأفضل بينهما، ولماذا نختار إحداهن دون الأخرى.

مع تزايد القلق من تلوث البيئة نتيجة للإنبعاثات الناجمة عن محركات السيارات والطائرات والقطارات ومعامل توليد الطاقة والصناعات الأخرى، فلقد فرضت الحكومات معايير صارمة على كافة الصناعات بدون استثناء في محاولة منها لإنقاذ كوكب الأرض من السموم التي يتم نفثها في الهواء.

ونتيجة لتلك القوانين الصارمة لم تجد الشركات مهرباً من تطوير سيارات تدعم ذلك التوجه وذلك إما بتزويدها بمحركات هجينة تخفف الانبعاثات أو محركات كهربائية بدون أية انبعاثات، وليست سيارات الدفع الرباعي بعيدة عن هذا التوجه كونها تسير في الطرق مثلها مثل بقية السيارات، بل إنها تشكل نسب المبيعات الأكبر في الكثير من الأسواق وخاصة أسواق الخليج العربي. وسوف نتناول اليوم أبرز سيارات الدفع الرباعي الهجينة والكهربائية والمتوفرة في كافة الأسواق العالمية مع مقارنة بين تأديتها لمساعدتكم على اتخاذ قرار لا تندمون قبل الإقدام على الشراء.

الفرق الجوهري بين السيارات الهجينة والكهربائية:

يكمن الفرق بين نوعي السيارتين في المحرك الذي تعمل به كل سيارة، إذا تعتمد الشركات التي تلتزم التزاماً جزئياً بحماية البيئة على تزويد سيارات الدفع الرباعي لها محرك بنزين تقليدي مع محرك كهربائي داعم له. وتكون مهمة المحرك الكهربائي تأمين الاندفاع للسيارة داخل المدينة تجنباً لإصدار أية انبعاثات.

أما السيارات الكهربائية البحتة، فهي تمثل التوجه نحو الالتزام التام بحماية البيئة والاستدامة، ويتم هنا التخلي نهائياً عن محرك البنزين لصالح محرك كهربائي واحد أو أكثر حيث يستمد هذا المحرك طاقته من البطاريات التي تُزود بها السيارة.

وإذا أردنا تقييم السيارات من منطلق الالتزام بحماية البيئة فسوف تتصدر السيارات الكهربائية اللائحة وتليها السيارات الهجينة وأخيراً السيارات العادية المزودة بمحركات بنزين أو حتى محركات ديزل.

الكفاءة والتأدية:

مدى القيادة:

تمتاز السيارات الهجينة عن الكهربائية بمدى القيادة (نطاق القيادة) الأكبر وذلك كونها مزودة بمحرك بنزين وخزان للوقود الأمر الذي يضمن استمرار انطلاق السيارة ومتابعة مسيرها حتى بعد نفاذ البطارية التي تزود محرك الكهرباء بالطاقة.
أما السيارات الكهربائية فلا تزال تعاني من هذه المشكلة والتي تفرض على سائق السيارة تخطيط رحلته مسبقاً والتعرف على أماكن محطات شحن البطاريات على طريقه ليتمكن من التوقف وشحن بطارية سيارته لمتابعة المسير ودون أن ننس الوقت الضائع أثناء عملية الشحن. وتسعى الكثير من الشركات اليوم لزيادة مدى مسير السيارة الكهربائية إذ وصلت بعض السيارات إلى أكثر من 500 كم، ووصل بعضها الآخر إلى 1000 كم ولكنها لا تزال قيد التجارب.

الزمن اللازم للشحن:

تتميز السيارات الهجينة بتعدد طرق شحن بطارياتها، إذ يمكن اعتماد محطات الشحن التي تستخدمها السيارات الكهربائية وتحتاج السيارة الهجينة إلى زمن شحن أقل بكثير من السيارة الكهربائية لأن بطاريتها أصغر حجماً. كما يمكن للسيارة الهجينة أن تقوم بشحن بطاريتها من المحرك الكهربائي نفسه والذي يقوم بمهمتي دفع السيارة وشحن البطارية التي تزود المحرك الكهربائي بالطاقة. ولا ننسى تقنية شحن بالبطارية بالحرارة المتولدة من نظام الكبح والتي يمكن تحويلها لتيار للشحن.

القوة والأداء:

تتميز سيارات الدفع الرباعي الهجينة بقوة أكبر من الكهربائية كونها تعتمد على محركين واللذين يمكن أن تتضافر جهودهما معاً لزيادة القوة وتحسين أداء السيارة وخاصة عند احتياجها لعزم أو قوة إضافية أثناء تجاوزها لبعض العوائق والتضاريس الصعبة. أما سيارة الدفع الرباعي الكهربائية فتتميز بتوفر عزم الدوران بشكل فوري ما يضمن لها تسارعاً أفضل ومقدرة أكبر على الطرق الوعرة إلا أنها تبقى رهينة شحن البطارية وخطورة نفاذها الأمر الذي يعني شل حركة السيارة وخاصة إذا كانت خارج نطاق المدينة.

التكلفة والتوفير

تزداد تكاليف السيارة بازدياد التكنولوجيا المتوفرة لها، لذلك نجد أن أسعار سيارات الدفع الرباعي العادية والتي تعمل بمحركات بنزين فقط أقل من تلك الهجينة والتي يتوفر لها محرك كهربائي أيضاً. ولكنها بنفس الوقت تعوض هذا الأمر من جانب آخر وهو التوفير باستهلاك الوقود بالمقارنة مع سيارة الدفع الرباعي العادية.

أم عند اختيارك لسيارة دفع رباعي كهربائية بالكامل، فإنك ستدفع مبلغاً أكبر بالتأكيد ولكنك بالمقابل ستتخلص نهائياً من تكاليف الوقود وتحتاج فقط لتكاليف الشحن والتي ستكون أقل بالتأكيد من أسعار الوقود، ولا تنسً أنك أصبحت تساهم بشكل إيجابي كامل في حماية البيئة واستدامتها.

أما موضوع الصيانة، فإن صيانة السيارة الهجينة ستكون بالتأكيد أعلى تكلفة من السيارة العادية وذلك بسبب التجهيزات الإضافي المتوفرة لها مثل المحرك الكهربائي ووحدة إدارة الطاقة. وهنا ترجح الكفة لصالح السيارة الكهربائية بالكامل لانخفاض تكاليف صيانتها كنتيجة لقلة القطع الداخلة في تصنيع محركها.

المميزات والعيوب:

ونبدأ مع السيارات الهجينة والتي تتميز بمدى طويل للقيادة بفضل توفر خزان وقود يدعم محرك البنزين، ما يجعلها تمتاز بأنها مناسبة بشكل أكبر للرحلات الطويلة مع التوفير باستهلاك الوقود بالمقارنة مع سيارات الدفع الرباعية العادية.

أما سلبياتها فتبدأ من سعرها الذي يعتبر أعلى من سعر سيارة الدفع الرباعي العادية واستمرارها في تلويث الهواء عندما يبدأ محرك بالبنزين بالعمل، وأخيراً ارتفاع تكلفة صيانتها.

أما ميزات السيارة الكهربائية فيمكن تلخصيها بأنها أولاً صديقة للبيئة بشكل كامل كونها لا تُصدر أية انبعاثات، كما أنها تتميز بتكلفة تشغيلها وصيانتها المنخفضة، وفوق ذلك تجربة قيادتها الهادئة دون أن ننسى الحوافز والتسهيلات التي تمنحها الحكومات عند شرائها.

أما سلبياتها، فهي أولاً المدى المحدود لقيادتها والذي ينتهي بنفاذ شحنة بطاريتها، وزمن الشحن الذي يُعتبر ضائعاً، وسعر شرائها المرتفع دون أن ننسى أن البنى التحتية التي تدعم شحنها لا تزال غير متوفرة بشكل كامل وفعال.

وختاماً، وبعد اطلاعكم على جميع المزايا والسلبيات التي تقدمها كل سيارة فإن الأمر بات محيراً بالفعل، ولكننا من واقع نظرتنا كخبراء في هذا المجال نرى أن الزمن الحالي يناسب سيارة الدفع الرباعي الهجينة بشكل أكبر من الكهربائية البحتة لأن الهجينة لا تزال تُشعرك بالأمان إذا خرجت في مغامرة صحراوية أو في رحلة طويلة حيث سيتدخل محرك البنزين للتابع مغامرتك أو رحلتك، وحتى ولو فرغ خزان الوقود فإن محطات الوقود متوفرة بكثرة بخلاف محطات شحن السيارات الكهربائية والتي ستقف عائقاً صريحاً أمام مغامرتك أو رحلتك. ولعل الأعوام العشرة القادمة ستقدم حلولاً لمشاكل شحن السيارات الكهربائية وتحسين واقع البنى التحتية الداعمة لها فضلاً عن تحسين أداء البطاريات لتقدم مدى أكبر وتخفيض زمن الشحن ليقلل لك الوقت الضائع.