تنافس هيونداي سوناتا في قطاع سيارات سيدان المتوسطة والذي تتواجد فيه سيارات عريقة وذات سمعة طيبة جداً. وخاصة في أسواق الخليج العربي وأهم تلك السيارات تويوتا كامري التي تحتل الصدارة في هيمنتها على أسطول سيارات التاكسي في كافة بلدان الخليج العربي.
إلا أن سوناتا الجديدة وقبل تقديم نسختها المحسنة للعام 2024 استطاعت أن تقضم حصة من أسطول سيارات التاكسي. وخاصة في الفئة الهجينة منها وذلك بفضل اعتماديتها وقدرتها على تقديم مستويات متقدمة من الجودة والتي بدات تقترب مما يقدمه اليابانيون. وسوف نتناول اليوم تجربة الفئة المجددة من هيونداي سوناتا. وهي موديل 2024، والتي خضعت لبعض التعديلات التصميمية بالمقارنة مع موديل 2023 المتوفر في الأسواق حالياً.
المحرك وعلبة السرعات
يتوفر لسيارة هيونداي سوناتا عدة خيارات للمحركات، إلا أن المحرك الأكثر انتشاراً في أسواق الخليج العربي هو محرك الأسطوانات الأربع المتتالية بسعة 2.5 لتر مع حقن مباشر للوقود. ويولد هذا المحرك 191 حصاناص عند 6,100 د.د. أما عزم دورانه فيبلغ 245 نيوتن.م عند 4,000 د.د. وهي دورات مرتفعة بعض الشيء وتتطلب رفع دورات المحرك إلى ما فوق الـ 3,000 د.د. عند الرغبة بالتسارع الخاطف أو القيام بتجاوزات آمنة.
ولقد بدا المحرك سلساً وهادئاً، فضلاً عن كونه متجاوباً ويلبي طلبات سائق السيارة بجدارة. وذلك عند الرغبة بالاعتماد عليه في تجاوز آمن أو تسارع خاطف. كما أن هدوءه في المدينة بدا ملفتاً وبالكاد ستشعر بصوته إلا عندما تتجاوز لـ 4,000 د.د. لمستويات الدوران
ويتصل هذا المحرك بعلبة تروس من ثمانية نسب أمامية، والتي تقوم بنقل قوة المحرك إلى العجلات الأمامية التي تدفع السيارة. وكعادة شركتها فإن السلاسة والهدوء هما أبرز ما يميز علبة التروس المذكورة. ومن جهة أخرى لا بد من الإشادة بمستويات التقدم التي حققتها مجموعة هيونداي في السنوات الخمس الأخيرة. وذلك خاصة مع تحسين مستويات الجودة في سياراتها وتقديم طرازات بمستويات عالية من الفخامة وذلك تحت مسمى جينيسيس.
يتناغم كل من المحرك وعلبة التروس في عملهما. إذا تساهم علبة التروس بشكل فعال في تعويض بعض التأخير في عزم الدوران، والذي يتحقق على دورات مرتفعة نسبياً. كما أن علبة التروس المذكورة تساهم بشكل جيد جداً في تخفيض استهلاك الوقود، وخاصة عند السفر. وذلك مع النسبة الثامنة من علبة التروس حيث تجعل دورات المحرك في مستويات منخفضة لا تتجاوز 1,500 د.د.
نظام التعليق
تم بناء نظام التعليق وفق تقنية مكفرسون بالنسبة للمحور الأمامي. أما في المحور الخلفي فلقد تم اعتماد تقنية الوصلات المتعددة. وتضمن هذه التركيبة من أنظمة التعليق والتي باتت تستخدم في معظم أنواع السيارات توازناً جيداً بين مستويات التماسك والثبات للهيكل ودون التضحية بمستويات الراحة للركاب.
ولقد لمسنا ذلك عملياً أثناء قيادتنا للسيارة إذا أنها أظهرت هدوءً وراحة ملفتة للنظر عند قيادتها بسرعات منخفضة في المدينة. وخرجنا بالسيارة إلى طريق سفر أحادي وفيه الكثير من المنعطفات والتي تعاملنا معها بنوع من القسوة وقليل من التطرف. وأثبتت السيارة من جديد أنها ثابتة طالما أنك لا تبالغ في التطرف في قيادتها ولا تضغط عليها كثيراُ في المنطعفات وخاصة تلك الضيقة منها، وكل ذلك بمستويات راحة للكراب لم تتراجع ولو قيد أنملة.
التصميم
رغم أن هيونداي تمتلك كيا بشكل كامل وتتحكم في مقدّراتها. إلا أن ذلك لم يمنع أن قسم التصميم في كيا أكثر نجاحاً من قسم التصميم في مالكتها هيونداي. ويظهر ذلك جلياً في تصميم سوناتا المجددة للعام 2024. ويبدو أن رئيس قسم التصميم لدى هيونداي لم يتمكن حتى اليوم من تحديد هوية واضحة لسيارات الشركة. وتراه يطلق العنان لعناصر قسم التصميم لديه لإبراز مواهبهم.
وما نقصده هنا، أن تصميم كل قطعة من السيارة بشكل مستقل هو تصميم ناجح إلى حد ما. أما تجميع تلك القطع مع بعضها البعض فإنه يبدو غير موفق. وكأنه لم لا توجد تلك الكيمياء بعد بين أفراد فريق التصميم، أو كأن رئيس قسم التصميم لم يستطع أن يخلق تلك الكيمياء بين عناصر الفريق.
ونعود إلى تصميم هيونداي سوناتا، والتي بدت مقدمتها حديثة ومبتكرة إلا أنها تفتقر للجاذبية والجمال. فخطوط المقدمة توحي بالحداثة ولكنها لا تتناسق فيما بينها رغم التصميم الأنيق للمصابيح والذي بدا غاية في الحداثة. كما أن بقية خطوط المقدمة تسير في اتجاها تصميمة مستقلة لكل واحد منها. فبينما تجد الصادم الأمامي نافراً ويحاول إظهار النفحة الرياضية، تجد أن الشفة السفلية له لا تنتمي له تصميمياً.
من الجانب، تحاول هيونداي التركيز على النفحة الرياضية للتصميم. ويمكن القول أنها نجحت بذلك من خلال خط السقف الذي ينحدر نزولاً وبشكل واضح باتجاه المؤخرة. ولكي نكون منصفين، فإنه يمكن القول أن المظهر الجانبي للسيارة أنيق جداً ويوحي بالرشاقة مع لمسات تصميمية موفقة. وتتجلى تلك المسات في تداخل مصابيح المقدمة والمؤخر في الرفاريف الجانبية. وكذلك في الخطوط العامة والنتوءات أسفل الأبواب والتي تؤكد نية الشركة في تعزيز النفحة الرياضية للتصميم.
أما من الخلف، فتطغى الحداثة والابتكار على التصميم، وخاصة مع مصابيح المؤخرة، والتي تمتد بشكل متصل لتغطي معظم الواجهة الخلفية. كما أن تصميم كل من الصادم الخلفي وعاكس الهواء بدا موفقاً مع لمسات تصميمة في جوانب الصادم الخلفي، وتؤكد من جديد توجه السيارة نحو النفحة الرياضية.
الأداء
كسيارة مخصصة للسير في المدينة وعلى طرق السفر فإن أداء هيونداي سوناتا لا يعيبه شيء. إذ أثبتت أنها هادئة وساسلة داخل المدينة مع انطلاقات نشطة بشرط رفع دوران المحرك إلى مستوى 3,000 د.د.، وكذلك تجاوب مرضي والذي يتأتى من تناغم علبة التروس مع المحرك. ولا تتغير تلك التأدية عند السفر. بل تحافظ على نفس المستوى من الرصانة والهدوء ودقة التوجيه الذي يتأتى من المقود الدقيق والمتجاوب.
وتنطلق هيونداي سوناتا من 0-100 كم/سا خلال 8.3 ثوان وهو تسارع جيد جداً لسيارة في هذه الفئة، كما يمكن أن تصل إلى سرعة قصوى مقدراها 210 كم/سا وهي تتقارب في هذه التأدية مع منافساتها.
المقصورة والتجهيزات
بات من الواضح أن التعديلات التصميمة التي أدخلتها هيونداي على سوناتا 2024 لم تكن عبثاً. فلقد حظيت السيارة بالكثير من التحسينات والتي يمكن وصفها بأنها ارتقت بالسيارة إلى مستوى أعلى من الجودة والموثوقية. ونبدأ من المقاعد التي تحلت بتصميم عصري جداً فضلاً عن كونه عملي ويؤمن الراحة للركاب مع دعم كامل لأجسامهم في المنعطفات وجودة تصنيع لافة لتلك المقاعد
أما لوحة القيادة فتذكرنا بتصميم لوحة شقيقتها سانتا فيه المندفعة بعجلاتها الأربع. وكأن الشخص الذي قام بتصميم لوحتي القيادة هو نفسه. وبدت لوحة القيادة مبتكرة وأنيقة بنفس الوقت فضلاً عن تحليها بخطوط متناسقة وهادئة. ولقد تم تقسيم اللوحة إلى قسمين وبحيث يحتوى العلوي على شاسة لوحة العدادات بالإضافة إلى شاشة لمسية تعلو الكونسول الوسطي وهي بقياس 12.3 إنشاً فضلاً عن إمكانيات ربطها بالهاتف الجوال عبر نظام أندرويد أوتو أو نظام أبل كار بلاي.
أما القسم السفلي من لوحة القيادة فيحتوي أنظمة التحكم بجهاز التهوئة والتكييف مع بعض الوظائف الأخرى في السيارة. ويفصل بين القسمين العلوي والسفلي خط أنيق جداً ويحتوي فتحات التهوية بالإضاف إلى خطوط تزيينية واضحة والتي تعزز من أناقة اللوحة. ويمكن القول أن الأفراد المختصين بتصميم القسم الداخلي من هيونداي أكثر تفوقاً بشكل واضح من أولئك المعنيين بتصميمها من الخارج.
المقاسات
يبلغ طول هيونداي سوناتا 4.9 متراً وهو طول متفوق ويتجاوز ما يتوفر لمعظم منافساتها. بينما يبلغ عرضها 1.86 متراً وهو مكافىء لما يتوفر لمنافساتها، أما ارتفاعها فيبلغ 1.45 متراً. ورغم أنه جيد إلا أن الجالسين في المقعد الخلفي قد يعانون من التصاق رؤوسهم بالسقف إذا كانوا من طوال القامة. وذلك بسبب الميل الواضح لخط السقف والذي يحد من مستويات الراحة إلى حد ما بالنسبة للأشخاص الذين يتجاوز طولهم 1.8 متراً. أما قاعدة العجلات فتبلغ 2.84 متراً
تبلغ سعة صندوق الأمتع 510 لتراً وهي جيدة جداً ومنافسة بالمقارنة مع منافساتها، كما يمتاز الصندوق الخلفي بإمكانية زيادة سعته عبر طي مساند المقاعد الخلفية في مرونة واضحة وتوجه نحو زيادة إمكانيات التحميل في السيارة.
استهلاك الوقود
مع علبة التروس ذات النسب الثمان والتصميم الجديد المحسن للعام 2024 والذي تحسنت معه إنسيابية السيارة. فإن استهلاك السيارة للوقود بدا جيداً، بل إنه منافس وجذاب. واستهلكت هيونداي سوناتا معنا في المدينة مع معدله 8.7 لتر/100 كم (230 كم/20 لتر). أما على السفر فلقد انخفض الاستهلاك بشكل واضح وبقي في حدود المنافسة مع 6.5 لتر/100 كم (308 كم/20 لتر).
السعر
يبدأ سعر هيونداي سوناتا 2024 في الإمارات العربية المتحدة من 85,000 درهم وهو سعر جذاب جداً بالنظر لما تقدمه السيارة من مزايا وتجهيزات. وكذلك بالنظر إلى مستويات الجودة التي باتت تتوفر لها. ويرتفع سعرها في السعودية ليبدأ من 90,000 ريال. وتتغير تلك الأسعار زيادة بزيادة التجهيزات المتوفرة للسيارة. أما سعر إعادة البيع فهو مقبول ولا يرقى إلى ما تحققه بعض اليابانيات وخاصة تويوتا بفضل سمعتها الذهبية في أسواق الخليج العربي.
المنافسات
تتعرض هيونداي سوناتا لمنافسة قاسية من أهم سيارة في هذا القطاع في أسواق الخليج العربي وهي تويوتا كامري. إلا أن ما يقف في صف سوناتا هو سعرها المنخفض والذي يبدأ من 85,000 درهم بينما يبدأ سعر كامري من 110,000 درهم. ومن المنافسات لهيونداي سوناتا أيضاً نجد مازدا 6 وهوندا أكورد وابنة عم سوناتا وهي كيا أوبتيما.
وختاماً، إذا كنت ترغب بسيارة سيدان عائلية متوسطة وميزانيتك محدودة ولا تتجاوز 90,000 درهم إماراتي، وإذا كان تصميم هيونداي سوناتا الخارجي مقبولاً لديك، وإذا كان موضوع استهلاك الوقود حيوياً لديك فإن هيونداي سوناتا المجددة للعام 2024 هي ضالتك المنشودة
