تنتمي تويوتا هايلاندر إلى فئة سيارات الدفع الرباعي العائلية المتوسطة والتي تحتوي على ثلاثة صفوف من المقاعد، وتنافس في قطاع صعب من السيارات كونه تتواجد فيه سيارات من الكثير من الصانعين والعديد من الجنسيات الأمر الذي يرفع من سوية المنافسة في هذا القطاع. ولتعزيز موقعها فيه فلقد وفرت تويوتا فئة هجينة من سيارتها هايلاندر والتي تتوفر في أسواق الخليج العربي. وسوف نتناول اليوم تجربة تويوتا هايلاندر الهجينة والمزودة بمحرك 2.5 مع علبة تروس أوتوماتيكية مع محرك كهربائي حيث سنخوض في كافة تفاصيل السيارة مع تزويدكم بتقرير عملي عن قيادتنا لها.
المحرك وعلبة التروس:
يتألف محرك البنزين الذي يزود السيارة من 4 أسطوانات متتالية وهو بسعة 2.5 لتر مع حقن مباشر للوقود، ويولد المحرك 186 حصاناً عند 6,000 د.د. مع عزم دوران يبلغ 239 نيوتن.م عند 4,300 د.د. والتي تعتبر دورات ليست مرتفعة بمعنى أنه يمكن لسائق السيارة الحصول على إنطلاقة جيدة دون الحاجة إلى رفع دورات المحرك إلى حد كبير.
ويتجلى الفرق الأساسي بين هايلاندر العادية والهجينة في أن الأخيرة تتوفر بمحرك كهربائي متوضع عند المحور الخلفي للسيارة وهو يدعم محرك البنزين حيث أنه بقوة 57 حصاناً وهذا ما يرفع القوة الإجمالية للسيارة إلى 243 حصاناً.
ويتصل المحرك بعلبة تروس آلية (أوتوماتيك) من نوع سي في تي CVT أو التغيير المستمر للنسب الأمر الذي يعزز انطلاقة السيارة بشكل دائم فضلاً عن سلاسة عمل علبة التروس المذكورة وتناغم عملها وانسجامها مع المحرك الذي بدا برأينا ضعيفاً لسيارة في هذه الفئة وكان الأجدر تزويد السيارة بمحرك من 6 أسطوانات أو بمحرك من 4 أسطوانات مع توربو لتصل قوتها إلى 300 حصاناً أو أكثر أسوة بمنافساتها.
تندفع هايلاندر هايبرد افتراضياً بعجلاتها الأربعة، حيث يبدأ المحرك الكهربائي بتزويد القوة إلى العجلات الخلفية ، ولكن بمجرد بدء التسارع يتدخل محرك البنزين تلقائياً ليدفع العجلات الأمامية فتصبح السيارة رباعية الاندفاع ودون تدخل من السائق، وتجدر الإشارة إلى أنه يمكن نقل طاقة محرك البنزين إلى العجلات الخلفية أيضا حيث يتم توزيع عزم الدوران بين المحورين الأمامي والخلفي بحسب نسب تماسك عجلات ذلك المحور مع سطح الطريق.
ويعتبر نظام الدفع الرباعي في هايلاندر مبنياً على مبدأ AWD أي أنه لا يمتلك نسباً خاصة لخوض غمار الطرق الصعبة ونقصد هنا النسب 4H و 4L التي تتوفر في أنظمة الدفع الرباعي الكامل والتي يطلق عليها تسمية 4WD. وتجدر الإشارة إلى أنه يمكن لسائق هايلاندر استخدام بعض الخيارات المتاحة للدفع الرباعي والموضحة في الأزرار المثبتة على الكونسول الوسطي وخلف عتلة تبديل النسب حيث يمكنه الاختيار بين الطرق المتسخة والصخرية، أو الطرق الطينية والرملية، بالإضافة إلى خيار القيادة الرياضية وكذلك القيادة على الثلج.
نظام التعليق:
تم بناء نظام التعليق الأمامي للسيارة بناءً على وصلات من نوع مكفرسون McPhersonمقابل نظام متعدد الوصلات للتعليق الخلفي، ولقد بدا نظام التعليق بشكل عام موفراً للراحة الداخلية فضلاً عن تأمينه التوازن والثبات للسيارة في الطرق السريعة وعند المنعطفات. أما على الطرق الوعرة فمن الطبيعي أن تتراجع مستويات الراحة داخل المقصورة إلا أن مستويات الثبات و تمايلات الهيكل بدت أكثر من جيدة.
التصميم
بدا تصميم السيارة عصرياً جداً ويوحي بالرجولة و المظهر الهجومي وخاصة مع شبك المقدمة ذو الحجم الكبير جداً، كما أن زوايا التقاء شبك المقدمة بدت غاية في الجمال بحِدتها وإنكسارها بشكل يعزز المظهر الهجومي للسيارة فضلاً عن منحها هيبة محببة وجذابة.
أما جانبياً فلقد تم التركيز على جعل الأمور عملية أكثر منها جذابة، وبدا الخط الفاصل بين الأبواب والنوافذ الجانبية ثابتاً ومستقيماً قبل أن يرتفع في نهاية السيارة ليشكل زاوية تلاقي محببة وموازية لزاوية ميل النافذة الخلفية. وبدت المساحات الزجاجية الجانبية واسعة وتُضفي الشراحة والضياء داخل المقصورة، وتبدو النفحة الإنسيابية للتصميم واضحة وهذا ما يعزز اختراق السيارة للهواء وتخفيف الضجيج بداخلها.
أما من الخلف، فأول من لفت نظرنا هو ارتفاع المؤخرة في بادرة تصميمة واضحة لزيادة زاوية خروج السيارة وتعزيز مقدراتها على الطرق الوعرة، كما بدت المصابيح الخلفية متناسقة مع الخطوط بشكل عام، بينما تهيمن الواجهة الزجاجية الخلفية على المظهر لإدخال المزيد من النور إلى المقصورة وتسهيل الرؤيا عبر المرآة بالنسبة للسائق.
التأدية:
توفر هايلاندر تجربة قيادة هادئة ومريحة داخل المدينة وخاصة قبل انطلاق محرك البنزين وحينما تكون قيادتك تخلو من أي تسارع حيث أنك تسمع بالكاد أصوات احتكاك الإطارات بسطح الطريق، وعند انطلاق محرك البنزين وانضمامه للعمل ستعشر بذلك ولكن بهدوء أيضاً.
أما على طريق السفر، فبدت السيارة هادئة ومستقرة بفضل نظام التعليق المتميز، كما أنك لن تشعر أبداً متى تدخل نظام الدفع الرباعي ومتى بدأت طاقة محرك البنزين بالانتقال إلى العجلات الخلفية أيضاً إلا عند الأسطح الزلقة أو عند مرورك فوق سطح مبلل جزئياً بالماء.
وتنطلق السيارة من 0-100 كم/سا خلال 8 ثوان وهو يعتبر تسارعاً جيداً بالنظر إلى أنها سيارة دفع رباعي عائلية، كما أنها تتمكن من بلوغ سرعة قصوى تصل إلى 180 كم/سا.
أما على الطرق الوعرة، فبدت هايلاندر متمكنة وممتازة، فعندما خرجنا من الطريق العام ودخلنا إلى الرمل استمرت في الانطلاقة دون تلكؤ، وهنا احتجنا إلى استخدام الزر المخصص بالقيادة فوق الرمال لأنه يعزز من توزيع العزم بين العجلات الأربعة ويضمن انطلاقة مستمرة للسيارة. ويمكن القول أن هايلاندر لن تخذلك إذا ما قررت الخروج في رحلة إلى البر بشرط ألا تكون متطرفاً في رحلتك وتذهب بعيداً في صعود الكثبان الرملية.
المقصورة والتجهيزات:
بدت لوحة القيادة جذابة وعصرية رغم بساطة تصميمها وخلوها من أية تعقيدات أو خطوط متعرجة وملتفة، وبدا الكونسول الوسطي عريضاً بشكل واضح وكافي ليستوعب في القسم العلوي منه شاشة تعمل باللمس بقياس 12.3 إنشاً والتي تمكنك من تشغيل نظام المعلومات والترفيه فضلاً عن إمكانية وصلها مع هاتفك الجوال عبر أنظمة أندرويد أوتو أو أبل كار بلاي.
ويمتد الكونسول الوسطي إلى الخلف وصولاً إلى مقاعد الصف الثاني مع توفره بأزرار للتحكم بنظام التكييف والنظام الصوتي بالإضافة إلى مخارج لشحن الهواتف الجوالة. ولا ننسى طبعاً جيوب التخزين العديدة المتوفرة داخل المقصورة بالإضافة إلى مخارج شحن الجوال في الأمام والتي تتوفر على شحن لاسلكي، ومخارج شحن وفي الصف الثالث أيضاً.
ويتوفر للسيارة سبعة مقاعد موزعة على ثلاثة صفوف بالشكل التالي: 2-3-2 وبدا تصميم المقاعد جذاباً وذو جودة عالية، أما من ناحية الراحة فهي مضمونة مع دعم لأجسام الركاب الذين يجلسون عليها وخاصة في الصفين الأول والثاني مع المقاعد، أما الصف الثالث من المقاعد فلقد فوجئنا بالمساحة المتوفرة لأرجل الركاب فيه من ناحية اتساعها، كما أن مقاعده مزودة بمساند للرأس مثل الصفين الأول والثاني في إشارة وتأكيد من تويوتا في استيعاب السيارة لسبعة ركاب بالغين.
أما من ناحية التجهيزات فلم تبخل تويوتا على هايلاندر بها، وبدأت بالنظام الصوتي المتطور من نوع JBL والمدعوم بـ 11 مكبراً للصوت فضلاً عن نظام التكييف والذي يمكن فصل درجة حرارته وفق أربع خيارات مستقلة وبحسب الزاوية التي يتواجد فيها الركاب داخل المقصورة. ولا ننسى أنظمة مساعدة السائق مثل مراقبة النقطة العمياء والتنبيه عند تغيير المسار و الكبح التلقائي.
المقاسات:
يبلغ طول السيارة 4.95 متراً وهو طول ممتاز جداً ويعتبر أكثر مما يتوفر لمعظم منافساتها، ولقد انعكس هذا الطول إيجابياً على سعة صندوق الأمتعة البالغة 456 لتراً مع ثلاثة صفوف من المقاعد وهذا ما لا يتوفر لمعظم منافسات هايلاندر والتي يكون فيها صندوق الأمتعة بوضعه الطبيعي ومع ثلاثة صفوف من المقاعد أصغر حجماً بشكل كبير.
أما عرض السيارة قيبلغ 1.93 متراً وهو أيضاً منافس جداً ويضمن حيزاً داخلياً واسعاً ومعززاً للراحة لأكتاف الركاب وعلى الصفوف الثلاثة من المقاعد. بينما يبلغ ارتفاع السيارة 1.73 متراً والذي وجدناه منخفضاً نسبياً بالمقارنة مع منافساتها، ولقد بدا ذلك واضحاً من خلوص السيارة الذي لم يتجاوز 20 سم وهو ما كان سبباً لمحدودية قدراتها على الطرق الوعرة بالمقارنة مع بعض منافساتها. أما قاعدة العجلات فهي بطول 2.85 متراً.
استهلاك الوقود:
ومن أهم الأمور التي لفتت نظرنا في هايلاندر هايبرد هي استهلاكها المنخفض للوقود والذي بدا متقارباً جداً بين المدينة والسفر مع معدل بلغ 8 لتر/100 كم (250 كم/20 لتر)، وإذا كان معدل الاستهلاك هذا طبيعياً على السفر فإنه بدا منخفضاً في المدينة ويعود الفصل في ذلك إلى المحرك الكهربائي والذي يستمر بدفع السيارة قبل تدخل محرك البنزين طالما أنك لا تقوم بالتسارع أو الضغط الزائد على دواسة الوقود. كما ساهمت علبة التروس الأوتوماتيكية من نوع CVT في تعزيز انخفاض استهلاك الوقود بفضل تغييرها المستمر للنسب والذي يضمن مستويات دوران منخفض للمحرك.
السعر:
يبدأ سعر تويوتا هايلاندر هايبرد في الإمارات العربية المتحدة من 160,000 درهم ويصل إلى 200,000 درهم بحسب مستوى الفخامة والتجهيزات. أما في السعودية فيدور سعرها في فلك 165,000-210,000 ريال سعودي. وتتميز السيارة بقيمة إعادة بيعها المرتفعة والتي تجعل من اقتنائها استثماراً مالياً رابحاً بفضل اعتماديتها وموثوقيتها.
المنافسات:
يتوفر لتويوتا هايلاندر الكثير من المنافسات ومن معظم الجنسيات الأوروبية والأمريكية واليابانية والكورية، ولكن النسخة الهجينة منها قللت عدد المنافسات إلى تلك المزودة بمحركات كهربائية داعمة فقط (نقارن هجينة مع هجينة) ونذكر من أهمها في أسواق الخليج العربي:
● فورد إكسبلورر هايبرد: حيز داخلي جيد وصانع متمرس في سيارات الدفع الرباعي المتوسطة والكبيرة، ويدور سعرها في فلك 170,000 درهم في الإمارات و175,000 ريال في السعودية.
● كيا سورنتو هايبرد: كورية واعدة بتصميم جذاب وتقنيات متميزة وسعر منافس يدور في فلك 155,000 درهم في الإمارات و160,000 ريال في السعودية.
● هوندا بايلوت هايبرد: مقصورة واسعة وراحة متميزة ويابانية عريقة بأسعار تدور في فلك 165,000 درهم في الإمارات و170,000 ريال في السعودية.
● مازدا سي إكس-9 هايبرد: تصميم أنيق وجذاب وبأسعار تدور في فلك 160,000 درهم في الإمارات و165,000 ريال في السعودية.
وختاماً، تعتبر تويوتا هايلاندر هايبرد سيارة متميزة بالفعل كونها تحقق المطلوب منها كسيارة دفع رباعي عائلية تتسع لسبعة ركاب بجدارة وتفوق من نواحي الراحة والمساحات المتوفرة في الداخل والتجهيزات العديدة فضلاً عن استهلاك الوقود المنخفض والذي يعد أحد أبرز مزايا هايلاندر هايبرد ولا ننسى إمكانياتها على الطرق الوعرة.