إن السيارات الرياضية ليست جديدة العهد في مجال صناعة السيارات. حيث قد تم ابتكارها في وقت مبكر من القرن الماضي، وذلك لأن الحاجة إلى سيارة سريعة كان ولا يزال أمراً موجوداً في مورثات الكثيرين. ولهذا السبب، نجد الآن لمحة عن تاريخ السيارات الرياضية الأهم.
ونلاحظ أن السيارة الرياضية كانت الأكثر تميزاً في الأسواق بغض النظر عن الزمن التي تم تقديمها فيها. وسوف نستعرض في مقالنا اليوم أهم السيارات الرياضية التي تم تقديمها عبر الزمن والتعرف بشكل أكبر على تاريخ السيارات. والتي كانت أيقونات فعلية فضلاً عن أنها لا تزال تحظى بالأسعار الأعلى في مزادات هذه الأيام.
نشأة السيارات الرياضية والنماذج الكلاسيكية
أوائل القرن العشرين
وبالرجوع إلى تاريخ السيارات الرياضية، بدأت فكرة صناعة سيارة رياضية في بداية القرن العشرين، وذلك بعد أن برزت الحاجة إلى السرعة والإثارة المرتبطة بها. هذا ولقد كانت فكرة السيارة الرياضية في تلك الفترة مخصصة للسباقات فقط، حيث لم تكن فكرة اقتناء سيارة رياضية شخصية أمراً واقعياً بعد.
بنتلي 3 لتر (1921)
قدمت شركة بنتلي في العام 1921 سيارتها التي أطلقت عليها الاسم: 3 لتر إشارة إلى سعة محركها. حيث كان يُعتبر أمراً جللاً في تلك الفترة وخاصة مع سعات المحركات التي كانت متوفرة آنذاك.
بالإضافة لذلك، تحلّت السيارة بقوة متميزة للمحرك في حينه. حيث حققت الفوز في سباق 24 ساعة في لومان. وهو الأمر الذي عزز سمعتها كسيارة رياضية سريعة فضلاً عن كونها موثوقة.
مرسيدس بنز SSK 1928
ومن جهة أخرى، بزغت أيضاً في تلك الحقبة مرسيدس إس إس كاي، وتحديداً في العام 1928. والتي تميزت بمحركها القوي وتصميمها الأنيق. كما استطاعت أن تحقق الانتصارات المتتالية في العديد من السباقات في تلك الفترة، وهو الأمر الذي ساهم في تثبيت مكانة وماركة الشركة منذ تلك الأيام.
العصر الذهبي في الأربعينات والخمسينات
ومع تطور العلوم والتكنولوجيا المرافقة لها؛ وخاصة في مجال السيارات، ومع استطاعة الشركات استخراج قوة أكبر من المحركات؛ وصلنا إلى العصر الذهبي للسيارات الرياضية. وهو الذي شهد تقديم نماذج متميزة جداً على مر العصور، وذلك مقارنةً مع تاريخ السيارات القديم، والتي لا يزال بعضها مطلوباً في المزادات العالمية نظراً لنُدرتها والسمعة الطيبة التي حققتها.
فيراري 125 إس Ferrari 125 S
قدمت فيراري الإيطالية في العام 1947 سيارتها الرياضية 125 إس. حيث هي التي يمكن اعتبارها باكورة السيارات الرياضية التي كان يمكن اقتناؤها كسيارة شخصية، فضلاً عن إمكانياتها على الحلبات وفي السباقات.
وكان أبرز ما يميز تلك السيارة هو تزويدها بمحرك من 12 أسطوانة بشكل V وهو الذي ضمن لها أداءً استثنائياً في تلك الفترة.
جاكوار إكس كاي 120 Jaguar XK 120-
قدمت جاكوار في العام 1948 سيارتها التي حملت الاسم إكس كاي 120. حيث تميزت بتصميم أنيق، والذي كان يُعتبر إنسيابياً في حينه.
وأيضاً تمكنت السيارة في ذلك الوقت من تحقق سرعة قصوى قياسية وصلت إلى 192 كم/سا، الأمر الذي جعلها المحبوبة والمفضلة لدى عشاق السيارات في ذلك الوقت.
بورشه 356
قدمت بورشه أيضاً في العام 1948 سيارتها التي حملت الاسم 356. حيث كانت تلك السيارة تستهدف معها منافسة جاكورا إكس كاي 120.
وبالإضافة لذلك، تميزت بورشه بتصميمها المبتكر جداً ومحركها القوي. وهو الأمر الذي جعلها إحدى أشهر السيارات الرياضية في تلك الفترة.
الستينات والسبعينات
ومع وصولنا إلى الستينات والسبعينات، فتحت النجاحات التي حققتها السيارات السابقة شهية بقية الشركات. حيث قامت بالدخول إلى هذا القطاع من السيارات، وهو الذي ترافق مع انخفاض أسعار النفط، وبرزت في تلك الفترة السيارات التالية:
شيلبي كوبرا Shelby Cobra
وُلدت هذه السيارة كنتيجة للتعاون التقني بين شركة فورد، ومصمم السيارات الأمركي الشهير كارول شلبي.
ولقد حققت السيارة شعبية كبيرة في تلك الفترة بفضل تحلّيها بتصميم رياضي متميز جداً. فضلاً عن محركها القوي، تميزت أيضاً بهيمنتها على العديد من السباقات، مما زاد من شعبيتها في تلك الأوساط.
لمبورجيني ميورا
قدمت لمبورجيني سيارتها ميورا في العام 1966. والتي كانت أول سيارة رياضية تغير المفاهيم الهندسية المعتمدة قبلها كونه تم تثبيت محركها في وسط الهيكل وخلف المقاعد فوراً.
حيث أصبح هذا المفهوم الهندسي هو الأكثر اعتماداً في الكثير من السيارات الرياضية إلى وقتنا الحالي. وذلك كونه يؤمن توزيعاً شبه مثالي للوزن بين طرفي السيارة الأمامي والخلفي ما يضمن لها ثباتاً جيداً في المنعطفات.
وتميزت ميورا في حينه بتصميمها الذي اعُتبر الأجمل فضلاً عن تحقيقها نتائج جيدة.
فيراري 365 جي تي بي Ferrari 365 GTB
ولأن المنافسة بين الطليان كانت محتدمة في تلك الفترة. وخاصة بعد أن اتخذ انزو فيراري موقفاً سلبياً من فيورتشو لمبورجيني لأن الأخير أظهر لها عيباً في إحدى سياراته. فإن تعليمات إنزو في صناعة سيارة رياضية متميزة لم تتأخر عن العام 1968. حيث أبصرت 365 جي تي بي النور مع محركها ذو الأسطوانات الـ 12 بشكل V والذي مكنها من تحقيق سرعات عالية جداً فضلاً عن شهرتها حتى يومنا هذا ونُدرتها في المزادات
الثمانينات والتسعينات والعصر الرقمي والتحكم الإلكتروني
وجدت الالكترونيات المتطورة والتحكم الالكتروني طريقها للسيارات في تلك الفترة. وبرزت فيها إحدى أشهر السيارات الرياضية التي لا تزال حتى يومنا هذا أيقونات مطلوبة في المزادات وتحقق أعلى الأسعار ونذكر منها
بورشه 959
شهد العام 1986 تقديم بورشه لسيارتها 959. والتي اعُتبرت في حينه ثورة تكنولوجية حقيقة لما احتوته من ابتكارات لم نشهدها من قبل أبداً.
وزودت بورشه سيارتها بمحرك من 6 أسطوانات منبطحة Boxer والذي كان يولد 450 حصاناً وهو رقم ثوري جداً في تلك الفترة. ولقد حقق المحرك هذه القوة بفضل تزويده بشاحني هواء (توربو) فضلاً عن كون السيارة تندفع بعجلاتها الأربع.
فيراري إف 40
لم تتأخر فيراري بالرد على بورشه وقدمت في العام 1987 أيقونتها إف 40. والتي تم تصميمها بتعليمات صارمة من إنزو لتكون علامة على بلوغ شركتها عمر الأربعين.
ولقد زُودت السيارة بمحرك من 8 أسطوانات بشكل V وسعة 2.9 لتر مع شاحني هواء (توربو) والذي كان يولد 478 حصاناً. وتميزت إف 40 بهيلكها الخفيف الوزن والذي تم استخدام ألياف الكربون في صنعه بشكل مكثف والذي لم يتجاوز وزنه في حينه 1.1 طن.
ماكلارين إف 1
قدمت ماكلارين المتخصصة في صناعة سيارات الفورمولا1 في العام 1992 سيارة فريدة جداً حملت الاسم إف 1. وذلطكفي دلالة إلى اعتمادها على التكنولوجيا المتوفرة في سيارات فورمولا 1.
ولأن شركتها لم لديها ذلك الباع الطويل في صنع المحركات الخصة بالسيارات الرياضية. فلقد استعانت بمحرك من بي إم دبليو الألمانية والذي كان من 12 أسطوانة بشكل V.
وتميزت السيارة بتصميمها الذي لم يشبه أية سيارة أخرى وخاصة في الزمن الحالي. حيث تم تركيب مقعد السائق في منتصف المقصورة مع مقعدين إلى جانبه ولكنها متراجعان عنه إلى الوراء. وحققت السيارة في ذلك الوقت سرعة قصوى وصلت إلى 384 كم/سا.
الألفية الجديدة
ومع وصولنا ألى الألفية الجديدة فإن التطورات التكنولوجية تسارعت بشكل هائل. ودخلت التكنولوجيا الهجينة والكهربائية للمحركات، ولذلك سوف نذكر أبرز وأحدث السيارات التي ظهرت في هذه الحقبة وأهمها
بورشه 918 سبايدر
قدمت بورشه في العام 2015 أيقونة جديدة وظفت فيها كل التكنولوجيا المتوفرة لدى شركتها في ذلك الحين. وأبرزها المحرك الهجين. إذ توفر للسيارة محرك بنزين من 8 أسطوانات بشكل V وسعة 4.7 لتر بتنفس طبيعي وقوة 608 أحصنة. ولكنه كان مدعوماً بمحركين كهربائيين يولدان معاً 286 حصاناً الأمر الذي أوصل القوة الإجمالية إلى 875 حصاناً مع عزم دوران يبلغ 1280 نيوتن.م.
وتمكنت السيارة مع هذه المواصفات الخارقة من الانطلاق من 0-100 كم/سا خلال 2.6 ثواني مع بلوغ سرعة قصوى وصلت إلى 345 كم/سا.
فيراري لا فيراري
رغم أن شركتها بدأت بالترويج لها منذ العام 2013 إلا أن السيارة أبصرت النور رسمياً في العام 2016 واستهدفت بورشه 918 سبايدر.
وتميزت لا فيراري بتصميها الشديد الجاذبية فضلاً عن تزويدها بمحرك من 12 أسطوانة بشكل V وسعة 6.3 لتر بتنفس طبيعي يولد 800 حصاناً.
وتوفر للسيارة أيضاً محرك كهربائي داعم بقوة 150 حصاناً لتصل القوة الإجمالية إلى 950 حصاناً. والتي كانت كفيلة بإطلاق السيارة من 0-100 كم/سا خلال 2.6 ثوان مع بلوغ سرعة قصوى وصلت إلى 350 كم/سا.
بوجاتي توربيلون
قدمت بوجاتي في شهر حزيران/يونيو من العام 2024 سيارتها الجديدة كلياً توربيلون. والتي وظفت فيها كل ما هو متاح من تكنولوجيا. ولقد تحلت السيارة بتصميم فريد جداً وهيكل مُشبع بألياف الكربون، أما قلبها النابض فهو لا يقل تميزاً عن تصميمها الخارجي. وهو يتألف من 16 أسطوانة بشكل V وبسعة 8.3 لتر يولد 1000 حصاناً. كما ويتوفر للسيارة ثلاث محركات كهربائية تولد مجتمعة 800 حصاناً لتصل القوة الإجمالية للسيارة إلى 1800 حصاناً. والتي تمكن السيارة من الانطلاق من 0-100 كم/سا خلال ثانيتين فقط مع بلوغ سرعة قصوى قياسية تبلغ 445 كم/سا.وختاماً، فإن تاريخ السيارات الرياضية حافل ومليء بالابتكارات المتسارعة. والتي لم ولن تتوقف طالما أن التطور التكنولوجي سائر إلى الأمام بخطىً حثيثة وثابتة.
وتبقى السيارة الرياضية هي العشق للكثيرين من الرجال والنساء أيضاً. إذ أنها تقوم برفع مستويات الأدرينالين في الدم. الأمر الذي يعزز الإثارة والمتعة والقيادة الرياضية والتي تتأتى من المحركات الخارقة والتصاميم الإنسيابية المتميزة والهياكل الخفيفة الوزن.