التكنولوجيا المتوفرة للسيارات في عام 2024

أغسطس 25, 2024تكنولوجيا السيارات

ما هي التكنولوجيا المتوفرة للسيارات في العام 2024، وهل هي وليدة هذا العام، أم أنها مستخدمة من أعوام سابقة. وما هو المستقبل الذي يبزع لتلك التكنولوجيا.

مع دخولنا إلى العام 2024 فإن التكنولوجيا المتوفرة للسيارات فاقت توقعات الكثيرين وأصبحنا نشهد تقنيات وميزات في السيارات الحديثة لم نكن نشهدها من قبل. بل لم نكن نتوقع أن نراها تدخل حيز التطبيق العملي وذلك بفضل التقدم العلمي الكبير والذي بات يقفز قفزات متسارعة. وسنتناول في هذا المقال وبعُجالة واختصار أحدث التكنولوجيا المتوفرة للسيارات حتى العام 2024.

التكنولوجيا المتوفرة للسيارات-السيارات الكهربائية

ونبدأ مع أكثر التقنيات تسارعاً والتي تعتبر موضة هذا الزمن وهي السيارات الكهربائية، حيث تركز اليوم معظم شركات السيارات على تحسين أمرين اثنين وهما: زيادة المسافة التي تتمكن السيارة من اجتيازها بشحنة واحدة للبطارية، أما الأمر الثاني هو تقليل زمن الشحن والذي تسعى الشركات لجعله يقاس بالدقائق بدلاً من الساعات. ويعتبر هذين الأمرين هما الشغل الشاغل لعمالقة إنتاج السيارات الكهربائية وهما تسلا الأمريكية الرائدة في هذا المجال، وبي واي دي الصينية التي بدأت بعد تسلا بسنوات وباتت اليوم تقض مضجعها وتقتطع حصة لا يستهان بها من أسواقها.

ومن أحدث التقنيات التي باتت قيد الدراسة الآن هي استخدام تقنية البطاريات الصلبة (Solid State Batteries) التي تتميز بأنها تقدم كثافة أعلى للطاقة بالمقارنة مع بطاريات الليثيوم-أيون. ويمكن اختصار مبدأ عمل هذه البطاريات بأنها تعتمد على الالكتروليت صلب بدلاً من الإلكتروليت السائل المستخدم في بطاريات الليثيوم-أيون. أما تعريف الالكتروليت فهو الوسط الموصل داخل البطارية والذي يؤمن نقل الأيونات بين الكاثود والأنود (مصعد البطارية ومهبطها) أثناء عمليات الشحن والتفريغ.

التكنولوجيا المتوفرة للسيارات-السيارات ذاتية القيادة

أما التقنية الثانية التي سنتطرق لها اليوم فهي القيادة الذاتية والمتقدمة للسيارات، حيث تستخدم بعض الشركات اليوم أنظمة القيادة الآلية من المستوى الخامس والذي لا يتطلب أي تدخل من قِبل السائق وذلك بفضل الاعتماد الكبير على تقنية الذكاء الاصطناعي والتي تتمكن من تحقيق هذا المستوى من القيادة باستخدام أجهزة استشعار (حساسات) وكاميرات عديدة مثبتة في معظم أطراف السيارة والتي يقوم بالتحكم بها نظام معالجة بيانات فائق السرعة والذي يؤمن اتخاذاً سريعاً جداً للقرارات يضاهي أو يفوق سرعة الإنسان في اتخاذ القرار الأمر الذي سيُنتج قيادة مثالية خالية من أي خطأ وبالتالي تجنباً لأي نوع من أنواع الحوادث.

ويتبع هذه التقنية ما بات يعرف اليوم بـ إنترنت الأشياء Internet of Things-Iot الذي يمكّن السيارات ذاتية القيادة من التواصل مع بعضها البعض لتعزيز عوامل السلامة والتأكيد على تجنب الحوادث فضلاً عن تجاوز الازدحام والاختناقات المرورية وذلك بالاعتماد على تبادل السيارات للمعلومات والبيانات بين بعضها البعض، وبات الأمر أشبه بحوار بين الأشخاص يتفقون فيه على كل شيء ويتجنبون التصادم. ولعل الأهم من ذلك هم أن معظم تلك المزايا والتقنيات بات يمكن التحكم بها عبر الهواتف المحمولة لأصحاب السيارات الأمر الذي يعزز من راحتهم وسهولة استخدام تلك التقنيات.

التكنولوجيا المتوفرة للسيارات-السيارات الهجينة

ومن التقنيات الرائدة أيضاً والتي لا يزال لديها الكثير من المشجعين هي السيارات الهجينة والسيارات التي تعمل بالهيدروجين، حيث أن هناك الكثير ممن يتحفظون على السيارات الكهربائية البحتة بذريعة أن سعة بطاريتها ستفرغ مهما كانت كبيرة وبالتالي فإن السيارة ستتوقف بعد مسافة محددة ولن يتمكن سائقها من مواصلة السير إلا إذا توقف من أجل شحنها –هذا إن توفرت محطة للشحن في مكان توقفه- لذلك يفضل هؤلاء وهم كثيرون السيارات الهجينة والتي تعتمد محركاً تقليدياً يعمل بالوقود بالإضافة إلى محركاً كهربائياً يعمل بالبطارية.

وهذا ما يجعلهم يشعرون بالأمان عند التنقل أو السفر لمسافات طويلة حيث أنه لم يعد لديهم هاجس نفاذ شحنة البطارية لأنها ببساطة إن نفذت فإن المحرك التقليدي العامل بالوقود سيتدخل تلقائياً لتتابع السيارة مسيرتها وسيقوم بنفس الوقت بشحن البطارية المخصصة للمحرك الكهربائي

أما السيارات العاملة بالهيدروجين والتي تحمل اسم تقنية خلايا الوقود، فإنها تعزز المفهوم المعتمد على السيارات الهجينة من ناحية عدم التقيد بمسافة سير تتناسب مع سعة البطارية ولكن مع توجه أكثر نحو حماية البيئة كون السيارات التي تعمل بالهيدروجين تنفث من عوادمها بخار الماء فقط، وهذا ما يجعلها الأفضل بلا منازع للبيئة ومسألة الانبعاثات التي باتت شأناً عالمياً يقض مضجع كافة أصحاب القرار.

التكنولوجيا المتوفرة للسيارات-التحكم الصوتي بالأوامر

ومن التقنيات التي بتنا نشهدها بشكل واسع في السيارات الحديثة هي التحكم الصوتي بالأوامر والوظائف والمزايا الموجودة في السيارة وهذا ما يجعل السائق أكثر تركيزاً على القيادة كونه لم يعد بحاجة لإبعاد نظره عن الطريق للتحكم بتلك الوظائف، ومن أبرز الأمثلة على ذلك نظام :سيري Siri من شركة أبل Apple ونظام أليكسا Alexa من شركة أمازون Amazon اللذين يؤمنان مساعدة صوتية تامة للسائق بدءً من تشغيل السيارة مروراً بالتحكم بأنظمة الصوت والخرائط والتكييف والسرعة وصولاً إلى الترفيه والتسلية.

العرض على الواجهة الزجاجية الأمامية:

ومن التقنيات التي باتت كثيرة الاستخدام أيضاً هي تقنية عرض المعلومات على الواجة الزجاجية الأمامية أو ما يُعرف بـ Head Up Display-HUD والتي تعتبر تجسيداً لتقينات الواقع المعزز Augmented Reality-AR أو الواقع الافتراضي Virtual Reality حيث تزيد هاتين التقنيتين من أسباب تركيز السائق على القيادة والنظر إلى الأمام كونهما تعرضان كافة المعلومات على الواجهة الزجاجية أمامه فضلاً عن مقدرتها على قراءة الشاخصات المرورية وتحليلها وإعطاء أوامر للسيارة للالتزام بها أو تحذيرات للسائق لتنبيهه عليها.

السلامة وحماية البيئة:

ولتعزيز حماية البيئة فإن التوجه اليوم بات نحو استخدام مواد تصنيع قابلة لاعادة التدوير وصديقة للبيئة، كذلك بات استخدام ألياف الكربون في السيارات الرياضية والباهظة الثمن أكثر انتشاراً كونه أخف وزناً وأكثر صلابة من المعدن الأمر الذي يعني تخفيضاً في وزن السيارة وبالتالي انبعاثات أقل فضلاً عن التحسن الكبير في التأدية الرياضية.
ولأن الإنسان هو دائماً محور هذه الحياة فإن سلامته تأخذ الحيز الأكبر في توجهات شركات صناعة السيارات وذلك مع توفير الكثير من التقنيات التي تعزز هذه السلامة بدءً بالكبح التلقائي والتحذير عند مغادرة المسار والتحكم في الثبات دون أن ننسى وسائد الهواء ونظام منع انغلاق المكابح وأنظمة تعزيز وتوزيع الكبح.

ومن التقنيات التي بدأ نشهد تجارب عملية لها هي السيارات الطائرة والتي تهدف معها الشركات الرائدة في هذا المجال مثل إيرباص وأوبر إلى توفير تنقل آمن وسريع داخل المدن بما بات يُعرف بالتكسي الطائر والذي سيتم إطلاقه عملياً في دبي خلال العام الحالي.

 

وختاماً، فإن التكنولوجيا المتوفرة للسيارات باتت تشهد قفزات نوعية ملفتة وتحسينات تفوق توقعات الإنسان وابتكارات تسهل من المهام الملقاة على عاتقه فضلاً عن تأمين الحماية المطلقة له ولركاب السيارة الآخرين وليس من المستبعد أبداً أن نشهد قريباً تقنيات جديدة ثورية ومستدامة ومليئة بالإثارة.

ياسر مهندس

ياسر مهندس

متخصص في تجارب وتكنولوجيا السيارات

كاتب متخصص في عالم السيارات، يحمل شغفًا لا ينضب يمتد لعقود في كل ما يتعلق بالسيارات. يشاركك من خلال مقالاته أحدث الأخبار والتحليلات العميقة حول كل جوانب السيارات، مما يجعل عالم السيارات أقرب وأسهل فهما لجميع القراء.

اقرأ أيضاً

صناعة السيارات والذكاء الاصطناعي

صناعة السيارات والذكاء الاصطناعي

كيف تأثرت صناعة السيارات بالذكاء الاصطناعي AI، وهل كن تأثرها إيجابياً أم سلبياً، وإلى أي حد وصل تأثيرها. تعتبر تقنية الذكاء الاصطناعي تقنية ثورية دخلت في العديد من الصناعات ومنها صناعة السيارات أيضاً. إذ تتمكن هذه التكنولوجيا من إنجاز الأعمال بسرعات عالية تفوق ما يقوم...

أحدث أنظمة الترفيه في السيارات

أحدث أنظمة الترفيه في السيارات

ما هي أحدث أنظمة الترفيه في السيارات الحديثة، وما هي الميزات التي توفرها، وفي أي الفئات من السيارات تتواجد. سنتناول اليوم موضوعاً مهماً يتعلق بأنظمة الترفيه التي باتت تتوفر للسيارات الحديثة والأشواط التي قطعتها تلك الأنظمة. ومن ناحية أخرى سنتحدث عن التقنيات التي تعتمد...

التوجهات الجديدة في تصميم السيارات

التوجهات الجديدة في تصميم السيارات

ما هي التوجهات الجديدة في تصميم السيارات. وهل تستهدف التصاميم الخارجية فقط، أم تمتد التصميم الداخلي. أم أنها تمتد لتشمل كل ما في السيارة هذا ما سوف نبحثه اليوم، حيث أصبحت معظم شركات السيارة تتوجه نحو اعتماد أساليب جديدة في التصميم. حيث تستهدف تلك الأساليب تحقيق...