ما هي أحدث التقنيات التي أصبحت تتوفر لسيارات الدفع الرباعي، وهل تُعتبر تلك التقنيات نٍتاجاً للتطور العلمي أم حاجة ملحة للمستهلك، وإلى أحد حد وصلت تلك التقنيات.
شهد عالم صناعة السيارات تقدماً نوعياً وقفزات متميزة مدعوماً بالتكنولوجيا والتطور العلمي اللذين نشهدهما مؤخراً، وتميزت سيارات الدفع الرباعي بأنها المدللة لدى الشركات لأنها الفئة الأكثر استهدافاً في الكثير من الأسواق مع ازدياد واضح لتنامي شعبيتها من يوم إلى يوم. وتتميز سيارات الدفع الرباعي عن بقية السيارات في أنها تضمن لصاحبها اجتياز طرق وخوض غِمار تجارب والتغلب على عوائق لا تمكنه السيارة العادية من القيام بها.
وسوف نستعرض اليوم آخر وأحدث التقنيات التي باتت متوفرة لسيارات الدفع الرباعي ابتداءً من الأنظمة الذكية التي تؤمن الدعم والمساعدة للسائق في الكثير من المجالات، وصولاً إلى لتقنية الأحدث التي تُشغل بال الكثيرين وهي القيادة الذاتية.
الأنظمة الذكية في سيارات الدفع الرباعي
نظام المعلومات والترفيه
أصبحت معظم سيارات الدفع الرباعي اليوم وخاصة الفخمة منها تتحلى بأنظمة معلومات وترفيه متقدمة، حيث تتكامل تلك الأنظمة في عملها مع نظامي أندرويد أوتو Android Auto ونظام أبل كار بلاي Apple Car Play إذا تتلخص مهام تلك الأنظمة في تقديم المساعدة اللازمة للسائق وبشكل دائم ولحظي. كما وتدعم تلك الأنظمة برامج الملاحة وخرائط الطرق GPS فضلاً عن توفيرها التسلية والترفيه بشكل متكامل لكافة ركاب السيارة.
أنظمة الأمان والمساعدة على القيادة
دخلت التقنيات الحديثة إلى عالم أنظمة المساعدة للسائق بشكل مكثف، ونذكر على سبيل المثال نظام الكبح (الفرملة) التلقائي والذي يساعد السائق على التوقف في الوقت والمكان المناسب في حال لم يتمكن من اتخاذ قرار الفرملة مبكراً. وكذلك نظام المحافظة على المسار وتنبيه السائق في حالة الحيد عنه. وكذلك نظام التنبيه على النقطة العمياء ونظام التحذير من الاصطدام الأمامي حيث تساهم كل تلك الأنظمة بشكل فعال وحيوي في رفع مستويات الأمان للسائق وتقليل نسبة الحوادث كنتيجة لذلك.
نظام التعرف على الصوت
وزيادة في عوامل الأمان، وبُغية إجبار السائق على إبقاء نظره على الطريق، قامت الكثير من الشركات بتطوير أنظمة تعمل بالأوامر الصوتية حيث يمكن للسائق تشغيل الكثير من وظائف السيارة باستخدام صوته فقط ودون الحاجة لإبعاد نظره عن الطريق أو حتى رفع إحدى يديه عن المقود. ويمكن اليوم التحكم صوتياً بأنظمة تشغيل الموسيقى وأنظمة الملاحة، وأنظمة ضبط درجات الحرارة داخل المقصورة وتشغيل التكييف والتدفئة.
تقنيات القيادة الذاتية
مستويات القيادة الذاتية
تم تقسيم مستويات القيادة الذاتية للسيارات إلى خمس مستويات متفاوتة بحسب درجة تدخل السائق، وتتراوح بين المستوى الأدنى والذي دعم السيارة للسائق في وظائف محددة فقط، وصولاً إلى المستوى الخامس الذي تقوم فيه السيارة بمهمة قيادة نفسها بنفسها بشكل كامل ودون أي تدخل من السائق. أما المستوى الذي يتوفر لسيارات الدفع الرباعي فهو لايزال يراوح بين الثاني والثالث وذلك كنتيجة طبيعية لوِجهة استخدام تلك السيارات وعدم انتظام الطبيعة التي يجب أن تسير فيها ونقصد هنا التضاريس والعوائق القاسية والشديدة الوعورة.
الأنظمة المساعدة على القيادة الذاتية
ولتحقيق القيادة الذاتية بشكل كامل تعتمد السيارة على عدد كبير من الحساسات والكاميرات المثبتة في كافة أطرافها، كما تقوم الأنظمة التالية بتقديم الدعم الكافي واللازم لتحقيق قيادة ذاتية آمنة ونذكر منها: نظام التحكم الذاتي بسرعة السيارة، نظام المحافظة على المسار، نظام الركن التلقائي، نظام “ليدار LIDAR” والذي هو نسخة مطورة من تقنية الرادار المستخدمة في الطائرات ولكن ببرمجة وطريقة عمل خاصة بالسيارات ذاتية القيادة. ويصب كل ذلك في النتيجة في مجال راحة السائق وتقليل الجهد الذي يبذله إلى الحد الأدنى.
التقنيات البيئية والكفاءة
المحركات الهجينة والكهربائية
تضغط الحكومات على الشركات بشكل دائم نحو تطوير أنظمة تساهم في الاستدامة وأولها تخفيض نسب الانبعاثات، وتركز الشركات على تطوير محركات تتماشى مع تلك القوانين وفق اتجاهين.
أما الاتجاه الأول، فهو تطوير محركات هجينة (محرك بنزين مع محرك كهربائي) وبحيث يمكن للمحرك الكهربائي أن يدفع السيارة داخل المدينة حيث الازدحام ونسبة الانبعاثات المرتفعة. وعند خروج السيارة من زحمة السير أو من حدود المدينة ونفاذ شحنة البطارية التي تزود المحرك الكهربائي بالطاقة، ينطلق عندها محرك بالبنزين تلقائياً ليؤمن استمرارية انطلاق السيارة وصولاً إلى هدفها.
أما الاتجاه الثاني، فهو تطوير إنتاج سيارات كهربائية بالكامل مع الاستغناء كلياً عن محركات البنزين، وهنا يكون الالتزام بالاستدامة أقوى ونسب الانبعاثات معدومة.
أنظمة استعادة الطاقة
ودعماً للاتجاه الثاني (السيارات الكهربائية) تقوم الشركات بتطوير أنظمة جديدة تساهم في شحن بطارية السيارة أثناء سيرها ومن أهم تلك الأنظمة: نظام استعادة الطاقة والذي تتلخص مهمته في تحويل الطاقة الحرارية الناجمة عن عملية الفرملة (الكبح) إلى طاقة كهربائية تساهم في بشحن بطارية السيارة إلى حد ما ريثما يصل سائقها إلى محطة الشحن.
التطورات في التصميم والراحة
التصميم الديناميكي الهوائي
تتجه الشركات اليوم لتحسين إنسيابية سياراتها بما فيها سيارات الدفع الرباعي لما لذلك من إنعكاسات إيجابية على عدة عوامل والتي يمكن تلخيصها بتحسن الهدوء داخل المقصورة بسبب سلاسة ارتطام الهواء بها، وانخفاض استهلاك الوقود والذي يُعتبر نتيجة طبيعية لتحسين تلك الإنسيابية. ويدخل في تحسين عوامل الإنسيابية تصميم هيكل السيارة بشكل كلي بدءً من مصابيحها الأمامية وواجهتها، والزجاج الأمامي وحتى المرايا الجانبية، وصولاً إلى الأجنحة الخلفية التي تعزز من ثبات السيارة عند السرعات العالية.
المواد خفيفة الوزن
رغم أن استخدامها كان حِكراً على السيارات الرياضية فقط، إلا أن ألياف الكربون وجدت طريقها اليوم لبعض سيارات الدفع الرباعي لما فيها من خفة للوزن وصلابة عالية. كما تستخدم الكثير من الشركات الألمنيوم لتحليه بوزن منخفض وصلابة جيدة حيث تساهم تلك العوامل أيضاً بتخفيض استهلاك الوقود وبالتالي التوجه الأكثر جِدي نحو الاستدامة.
الراحة والرفاهية
أنظمة التحكم في المناخ
مثلها مثل السيارت الفاخرة، يتوفر لسيارات الدفع الرباعي اليوم أنظمة تحكم في المناخ داخل السيارة والتي تضمن درجات حرارة بحسب رغبة كل راكب والمكان الذي يجلس فيه داخل المقصورة. كما يتوفر لبعض سيارات الدفع الرباعي نظام تنقية للهواء داخل السيارة، ونظام إزالة للروائح الكريهة والتي قد تتسلل إلى المقصورة عند السير وراء شاحنة تعمل بالديزل، أو جراء المرور داخل منطقة فيها روائح كريهة. ولا ننسى الرفاهية المتوفرة للمقاعد من تبريد في الطقس الحار وتسخين في الطقس البارد.
المقاعد القابلة للتعديل
وزيادة على التدفئة والتبريد للمقاعد، بات بإمكان ركاب السيارة التحكم بالمقاعد وِفق عدة وضعيات والتي من شأنها أن تضمن لكل منهم الوصول إلى الراحة المثالية له، ويتوفر لبعض المقاعد أيضاً أنظمة مساج وتدليك لتخفيف آلام السفر والرحلات الطويلة، بالإضافة إلى تهوية لزيادة الشعور بالراحة.
التكنولوجيا المتقدمة في الترفيه والمعلومات
الشاشات الرقمية
ولتوفير المزيد من الراحة والرفاهية للركاب يتوفر للكثير من سيارات الدفع الرباعي اليوم شاشات كبيرة تعمل باللمس وتعرض أفلاماً وبرامج تسلية وحتى ألعاب تمكن راكبي السيارة من الاستمتاع برحلتهم. كما يمكن ربط تلك الشاشات مع الهواتف الجوالة لتتحول إلى جوالات بشاشات كبيرة تمكنك من استعراض كافة معلومات هاتفك الجوال على تلك الشاشة.
الاتصال بالإنترنت
ولا ننىسى الاتصال بالانترنت حيث باتت تتوفر هذه الميزة للكثير من سيارات الدفع الرباعي وأصبح بإمكان سائق السيارة متابعة أعماله والرد على إيميلاته ورسائله والقيام باتصالاته عبر الإنترنت وهو في طريقه مدعوماً بأنظمة الاتصالات المتقدمة والتي وصلت إلى الجيل الخامس 5G. كما يُمكّن الاتصال بالانترنت السائق من البقاء على اطلاع دائم على حالة الطرق والمرور والطقس فضلاً عن مقدرته على الاستفادة من ملفاته المخزنة سحابياً والاطلاع عليها ومعالجتها.
الخاتمة
وختاماً، لم تعد سيارة الدفع الرباعي تلك السيارة التي يُطلب منها اجتياز العوائق الصعب والتضاريس القاسية والطرق الوعرة فقط، بل أصبحت سيارات فاخرة تندفع بعجلاتها الأربع وتؤمن كافة الأمان والراحة والسلامة والرفاهية للركاب، مع توجه نحو الاستدامة.
ومع استمرار التقدم التكنولوجي فسوف نشهد المزيد من الأنظمة المستقبلية والتي تزيد من عوامل الأمان والراحة وتدعم الاستدامة، كما أن تلك الأنظمة المتوقع ابتكارها ستصب في صالح تحسين تجربة القيادة على الطرق الوعرة والصحراوية لتجعلها أكثر متعة وتميزاً.