لماذا تحصل السيارات الرياضية على أحدث الابتكارات قبل غيرها، وما هي أهم تلك الابتكارات، ومتى يمكن أن نراها في سيارات الإنتاج العادي.
سنتناول اليوم أحدث التقنيات والابتكارات التي توفرها الشركات للسيارات الرياضية، والتي يمكن تلخصيها بالهياكل الخفيفة والتقنيات التي تحسن من أداء المحركات. بالإضافة إلى التصاميم الإنسابية والخلاقة، وكيف تساهم كل تلك العوامل مجتمعة بتحسين أداء السيارة.
أما لماذا السيارات الرياضية قبل غيرها، فهي لأنها أغلى ثمناً من بقية السيارات وبنسب كبيرة. وهذا ما يفسح المجال للشركات لاستخدام تكنولوجيا متقدمة فيها والتي تكون بالعادة مرتفعة التكلفة وخاصة في بداياتها.
أولاً- هياكل السيارات الرياضية
تعتبر ألياف الكربون من أبرز المواد التي استخدمها الشركات في صنع هياكل السيارات الرياضية. وذلك بفضل الوزن الخفيف جداً التي تتحلى به الشرائح المصنوعة من تلك الألياف. كما أن الصلابة التي تقدمها تلك الشرائح تفوق ما يقدمه المعدن. وتلجأ بعض الشركات أيضاً لاستخدام صفائح الألمنيوم كونه يتحلى بوزن أخف من الفولاذ. بينما تلجأ بعض الشركات الأخرى لاستخدام التياتنيوم.
أما الغاية من استخدام تلك المواد لإنها بكل بساطة تعمل على تخفيض وزن السيارة إلى الحد الأقصى الممكن. وهو الذي سيحقق بالنتيجة تسارعاً أفضل وسرعة قصوى أعلى وثباتاً أكثر تميزاً عند المنعطفات. دون أن ننسى التحسن في استهلاك الوقود والذي يعني انخفاض نسب الانبعاثات والتوجه نحو بيئة أكثر استدامة.
ثانياً-الديناميكا الهوائية
وبُغية تعدد العوامل التي تحسن من تأدية السيارات الرياضية، تعمد الشركات إلى العمل على تحسين ديناميكا الهواء للسيارة. وذلك بالوصول إلى تصميم إنسيابي لها؛ بحيث تصبح معه مقاومة الهواء لها أثناء اختراقها له أقل من يمكن ما يمكنها من تحقيق سرعة وتسارع أفضل.
وتعتمد الشركات في تحسين إنسيابية الهيكل على استخدام نفق الهواء الذي بات يتوفر لكافة الشركات العملاقة. بالإضافة إلى استخدام البرمجيات الحاسوبية المتقدمة، والتي تقوم بتحليل دقيق لكيفية تدفق الهواء حول السيارة من كافة جوانبها.
ويتم تزويد السيارة الرياضية بأجنحة خلفية أمامية. بالإضافة إلى مشتتات للهواء (Diffuser) والتي من شأنها أن تزيد ضغط الهواء على محاور السيارة. وهو الذي يزداد بازدياد سرعتها. ما يضمن لها تماسكاً خارقاً مع سطح الطريق، وخاصة عند السرعات العالية. كما يمكن تزويد السيارة بمنافذ وفتحات إضافية للهواء. والتي تتلخص وظائفها بتبريد المكابح وتحسين أداء نظام التبريد للمحرك والذي غالباً ما يعمل بالطاقة العالية.
ثالثاً-المحركات الهجينة للسيارات الرياضية
تعتمد الكثير من السيارات اليوم على المحركات الهجينة. حيث تتلخص هذه التقنية بتزويد السيارة بمحرك كهربائي، بالإضافة إلى محرك البنزين. وتكون المهمة الملقاة على عاتق المحرك الكهربائي هي دفع السيارة في المدينة وأثناء ازدحام السير. وذلك توخياً لتخفيض نسبة انبعاثات الغازات السامة إلى الحد الأدنى وتقليلاً لاستهلاك الوقود.
ولكن مع السيارات الرياضية فإن التوجه يختلف. إذا تعتمد تلك السيارات على تعدد المحركات الكهربائية التي تدعم محرك البنزين. والغاية هنا هي تحقيق التأدية القصوى والانطلاقة الصاروخية. وبنفس الوقت الحفاظ على البيئة إذا ما اقتنع سائق السيارة الرياضية بالقيادة الهائدة معتمداً على المحركات الكهربائية فقط.
رابعاً-التكنولوجيا الذكية
يتوفر للسيارات الرياضية أحدث التكنولوجيا المتواجدة لدى شركتها. والتي تشمل الكثير من الأنظمة الالكترونية التي تساعد السائق على القيادة فضلاً عن زيادة متعتها وسلامته. ونذكر من تلك الأنظمة برنامج القيادة والذي يحتوي على عدة خيارات منها الهائدة، والعادية، والرياضية، والرياضية بلاس، وتلك المخصصة للحلبات. وبحيث تختلف معايير السيارة من قساوة نظام التعليق وحِدّة الأنغام الصادرة من المحرك وسرعة استجابة دواسة الوقود. بالتالي تجاوب المحرك بين نظام وآخر.
خامساً-الكفاءة البيئية
يعتبر موضوع البيئة الشغل الشاغل للحكومات والدول كونه يتعدى في ضرره إلى كافة سكان الأرض. لذلك، فإن التوجيهات والتوصيات الصادرة في هذا الموضوع تعتبر مُلزمة للشركات. ومهذا ما جعل الشركات تقوم بتطوير تقنيات جديدة لحماية البيئة. والتي بدأت مع تزويد السيارات بمحركات كهربائية. ولعل أبرز الأمثلة على توفر سيارات رياضية متفوقة بمحركات كهربائية فقط هي تسلا رودستر وريماك نيفيرا.
وتجاوز موضوع حماية البيئة المحركات الكهربائية، إذا قامت بعض الشركات بتطوير تقنيات جديدة مثل خلايا الوقود أو المحركات التي تعمل بالهيدروجين حيث تنفث تلك المحركات من عوادم سيارتها بخار الماء فقط. وتساهم كل تلك العوامل مجتمعة في تحسين الكفاءة البيئية وصولاً إلى الاستدامة.
سادساً-الابتكارات المستقبلية
وللمزيد من التطور، تعتمد بعض الشركات اليوم على تقنية القيادة الذاتية للسيارة والمدعومة بتقنية الذكاء الاصطناعي. ورغم أن هذه التقنية لا تحقق المتعة الكافية لسائق السيارة الرياضية، إلا أنها تضمن كبح جماح السيارة وإيقافها والتدخل لمنح حدث اصطدام عندما يتهور السائق ويفقد السيطرة على السيارة نتيجة لارتفاع نسبة الأدرينالين في دمه.
كما وتساهم تقنيات أخرى مثل الواقع المعزز والواقع الافتراضي في تحسين تصميم السيارات الرياضية فضلاً عن اختبارها افتراضياً عبر المحاكاة (ٍSimulation). حيث تساعد تلك التقنيات المهندسين في اختبار ظروف قيادة السيارة بشكل أقرب إلى الواقع قبل البدء بإنتاجها وتكبد المصاريف الهائلة.
وختاماً، فإن التقدم العلمي والذي تبعه التقدم التكنولوجي قدما لشركات السيارات الكثير. وذلك خاصة فيما يتعلق بتطوير السيارات الرياضية، بدءاً من استخدام المواد الخفية الوزن في صنع الهياكل، مروراً بتصميم هياكل إنسيابية، ووصولاً إلى توفير محركات خارقة منها ما هو صديق للبيئة بشكل كامل، ومنها ما هو صديق جزئي.
ويصب كل ذلك في سبيل تحسين تأدية السيارة الرياضية وتوفير المتعة الكاملة لسائقها. وسوف نشهد تقديم المزيد والكثير من التقنيات في المستقبل القريب والتي سوف نطلعكم عليها وعلى طريقة عملها أولاً بأول.