سوف نتعرف الآن ما هي أبرز وأحدث التقنيات الذكية التي تتوفر في السيارات الرياضية، وكيف تُضفي هذه التقنيات سحرها ومساعدتها على القيادة من ناحية المتعة والأمان.
انتشرت الأنظمة الالكترونية في السيارات الحديثة إنتشار النار في الهشيم. ولم تعد تخلو أي سيارة حديثة من وجود العديد من تلك الأنظمة. ونخص هنا السيارات الرياضية التي يمكن لشركاتها أن تزودها بأكبر عدد ممكن من تلك الأنظمة والتقنيات. وذلك كون سعرها مرتفع ويتحمل التكاليف الناجمة عن تزويدها بتلك الأنظمة.
وسوف نتناول في مقالتنا اليوم أحدث التقنيات والأنظمة الالكترونية التي تتوفر للسيارات الرياضية. وما هي نتائج وانعكاسات تزويد تلك السيارة بتلك الأنظمة.
نظام التحكم الالكتروني في الثبات Electronic Stability Control
وكما يوحي اسمه، فإن مهمته الرئيسية تتلخص في تأمين الثبات المُطلق للسيارة أثناء القيادة بشكل عام، وأثناء القيادة الرياضية بشكل خاص. حيث يعمل هذا النظام على مراقبة استقرار السيارة مهما كان نوع القيادة الذي يقدمه السائق، إذ يقوم بذلك بشكل لحظي وفوري. وذلك بتصحيح مسارها في حال فقد السائق السيطرة وبدأت مقدمتها أو خلفيتها بالإنجراف .
(Drift) وهنا يمكن فصل عمل هذا الجهاز أو تخفيض درجة تدخله في تصحيح المسار، وذلك مع السائقين المحترفين والذين يتعمدون الإنجراف في القيادة استجابة للأدرينالين الذي يتدفق في عروقهم. وتستخدم بعض الشركات الألمانية تسمية مختلفة لهذا النظام وهي Electronic Stability Performance ESP.
نظام التحكم في الجر Traction Control System TCS
يقوم هذا النظام بالتحكم في انطلاقة السيارة عبر منع العجلات الدافعة من الإنزلاق عل سطح الطريق، وذلك أثناء عملية الانطلاق السريع. ولذلك، فهو يتكامل في عمله مع نظام المكابح الذي يضخ الزيت إلى العجلة المنزلقة ليقوم بكبحها منعاً لهدر الطاقة الواصلة إليها.
ويتوفر لبعض السيارات الرياضية أو حتى ذات النفحة الرياضية نظام Launch Control، والذي يتكامل في عمله مع نظام TCS. والذي يعلم نية السائق في الانطلاق التسارعي ليقوم بتعزيز منع الإنزلاق للعجلات الدافعة.
نظام المكابح (الفرامل) المانع للإنغلاق Anti-Lock Braking System ABS
تتلخص مهمة هذا النظام بتعزيز عملية الفرملة (الكبح) والمحافظة على مسار السيارة أثناء تلك العملية. وهو الأمر الذي يضمن المزيد من التحكم من قِبل السائق، والمزيد من الأمان لركاب السيارة ومستخدمي الطريق. حيث يعتمد هذا النظام في عمله على مبدأ الضخ المتتالي لزيت المكابح وبشكل متقطع وسريع جداً (قد يصل إلى 10-15 مرة في الثانية). وهذا ما يفسر شعور السائق الذي يقوم بالكبح بارتجاجات تحت قدمه.
نظام التعليق المتكيف Adaptive Suspension
يتوفر للكثير من السيارت الرياضية أنظمة قيادة متعددة الأنماط. وهي التي يمكن اختيارها غالباً عبر مفتاح مثبت على المقود وذو عدة خيارات. ويتيح هذا المفتاح التحكم في نمط القيادة، وذلك بين العادية والرياضية والرياضية المتقدمة (بلاس) والقيادة على الحلبات.
ومع اختيار كل وضعية من تلك الوضعيات، يتغير أداء العديد من الوظائف والتجهيزات في السيارة. ومنها نظام التعليق المتأقلم، والذي سوف تتغير قساوة أو ليونة نوابضه بحسب نمط القيادة. وبحيث يكون نظام التعليق ليناً ومريحاً في القيادة العادية. بينما من جهة أخرى تزداد قساوته مع تغيير أنماط القيادة ليصل إلى الأشد قساوة مع القيادة على الحلبات. حيث ينخفض عندها معدل الراحة إلى الحد الأدنى على حساب التحسن الكبير للثبات والديناميكية. ولتجد أن السيارة أصبحت تخترق المنعطفات بسرعات تصل إلى 150-200 كم/سا بمنتهى الثبات.
نظام التوجيه النشط Active Steering System
يساهم هذا النظام أيضاً في تعزيز عملية توجيه السيارة أثناء القيادة وخاصة الرياضية منها. فهو يقوم بتحسين استجابة السيارة ودقة التحكم في مقودها. كما يقوم بتعديل زاوية التوجيه أثناء الدخول في المنعطفات بناءً على سرعة السيارة وظروف القيادة (سطح زلق أو جاف). وهو الأمر الذي ينعكس إيجابياً في تسحين مناورة السيارة وثباتها.
نظام التحكم الديناميكي في الهيكل Dynamic Body Control System
يقدم هذا النظام خدمات جليلة فيما يتعلق بتحسين استقرار وديناميكية السيارة، وذلك كونه يعمل على تعديل تمايل الهيكل وضبط هذا التمايل إلى الحد الأدنى. وذلك خاصة أثناء القيادة السريعة في المنعطفات، كما ويحسن هذا النظام من جودة وراحة الركوب داخل السيارة.
الأنظمة المساعدة الترفيهية في السيارات الرياضية
يتوفر أيضاً للسيارات الحديثة والفاخرة. وخاصة الرياضية منها، أنظمة مساعدة وترفيه أخرى. مثل نظام الملاحة الذكي الذي يُظهر خرائط ثلاثية الأبعاد تسهل من قراءة السائق وفهمه لها. وذلك فضلاً عن مساعدته تقليل الإجهاد على السائق أثناء البحث عن وِجهته.
كما أنه تتوفر أنظمة اتصال ذكي وتحكم صوتي، والتي من شأنها تقليل الجهد المبذول من السائق. بالإضافة إلى تركيزه على الطريق بشكل أكبر، وهو الأمر الذي يعزز السلامة. وتشمل الأنظمة الصوتية التحكم بكل من الهاتف المحمول، ونظام الترفيه، ونظام الملاحة، ونظام التدفئة والتكييف.
أنظمة الأمان المتقدمة في السيارات
تعزز أنظمة الأمان المتقدمة من سلامة القيادة ومستويات الأمان لركاب السيارة، وكذلك لمستخدمي الطريق. ونذكر من تلك الأنظمة: نظام التحذير من التصادم، والذي يعتمد في عمله على الكاميرات والحساسات المركبة في كافة جوانب السيارة. حيث يقوم برصد كافة الأخطار المُحدقة بها وتنبيه السائق عليها في حال كانت هناك أية احتمالية لحدوث التصادم. وتتدخل بعض الأنظمة الأكثر تقدماً في القيام بمهمة السائق بعملية الكبح في حال تأخر في هذه العملية أكثر من اللازم.
كما ويعزز نظام المحافظة على المسار والتنبيه عند مغادرته من سلامة القيادة وخاصة عند السرعات العالية. والتي تتميز بها السيارات الرياضية. وتتوفر أيضاً نسخ متقدمة من هذا النظام والتي تقوم بتصحيح مسار السيارة تلقائياً. ويتم ذلك دون تدخل السائق. ويتكامل مع هذا النظام أيضاً نظام التحذير من النقطة العمياء، والتي لا تظهر في المرآة الجانبية. ليقوم هذا النظام باكتشافها إما عبر كاميرات مثبتة تحت المرايا الجانبية أو عبر حساسات مثبتة في نفس المكان.
الخلاصة
وختاماً، يتوفر للسيارات الرياضية آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا في شركاتها مهما بلغت تكاليف تلك التكنولوجيا. وذلك لأن سعر مبيع السيارة يكون بالعادة مرتفعاً ويمكن أن يتحمل تلك التكاليف. وتتراوح أنظمة المساعدة التي تتوفر للسيارات الرياضية بين أنظمة تتعلق بالتأدية الرياضية مثل التماسك والانطلاق وما يتبعها. وكذلك أنظمة تتعلق بأمان القيادة وتعزيز الثبات والتماسك أثناء التأدية الرياضية.
كما أن منها ما يصب في خانة راحة السائق وتركيزه على الطريق وزيادة عوامل السلامة له ولمستخدمي الطريق الآخرين. بالإضافة لذلك تساهم كل تلك التكنولوجيا في تعزيز تجربة القيادة وزيادة متعتها، حتى في حالات القيادة الرياضية البحيتة أو حتى المتطرفة والتي يقوم بها السائقون المحترفون.