تنتمي هوندا بايلوت إلى فئة سيارات الدفع الرباعي العائلية المتوسطة. حيث يمتلىء السوق بالسيارات المنافسة في هذه الفئة فضلاً عن شدة المنافسة فيه من صانعين موثوقين مثل تويوتا ونيسان. وكذلك صانعون كوريون مثل هيونداي وكيا. بالإضافة إلى الصانعين الأمريكيين والأووربيين. فضلاً عن بدء دخول الصانع الصيني إلى هذا المجال مؤخراً مدعوماً بتصاميم جذابة بعدما بدأ الاستعانة بمصممين أوروبيين معروفين.
وسوف ننتناول اليوم تجربة هوندا بايلوت المزوجة بمحرك من 6 أسطوانات. لنزودكم بالانطباعات التي خرجنا بها من تلك التجربة.
المحرك وعلبة السرعات
تم تزويد السيارة بمحرك من 6 أسطوانات بشكل V وبسعة 3.5 لتر مع حقن مباشر للوقود وتنفس طبيعي (بدون شاحن هواء). ولقد استغربنا فعلاً اعتماد هذا المحرك من هوندا لسيارتها بايلوت وخاصة أنها بدأت باعتماد محركات مشحونة مع الكثير من سيارتها مثل سيفيك وسي آر في وحتى أكورد الجديدة. وذلك كون استخدام محركات بسعات أصغر مع شاحن هواء يوفر في استهلاك الوقود. وبالتالي يخفض من نسب الانبعاثات من غاز ثاني أوكسيد الكربون
ويولد هذا المحرك 285 حصاناً عند 6,100 د.د.، بينما يبلغ عزم دورانه 355 نيوتن.م عند 5,000 د.د. وهي دورات مرتفعة جداً وخاصة لسيارة في هذا الفئة. حيث يُطلب منها توفر العزم عند دورات منخفضة لتتمكن من أداء مهامها بنجاح عند خوض غمار الطرق الوعرة. أما مع هذا المحرك فلقد اضطررنا لرفع دورانه لغاية 4,500 د.د. لنحصل على العزم الكافي واللازم لاستمرار انطلاقة السيارة على بعض العوائق الصعبة.
ولكن ما يشفع لذلك المحرك هو ربطه مع علبة تروس آلية (أوتوماتيك) من 10 نسب (سرعات) أمامية. والتي ساهمت بشكل جيد في تعويض النقص المتأتي من تحقق عزم الدوران على دورات مرتفعة. وبدت علبة التروس المذكورة سلسة وهائدة فضلاً عن نقل النسب بدون أية اهتزازات غير مستحبة.
أما من ناحية العجلات الدافعة فيتوفر للسيارة فئتان. تندفع إحدهما بعجلاتها الأمامية بشكل دائم. والأخرى تندفع بعجلاتها الأربع بشكل دائم وهي التي اخترناها لتجربتنا. وتُطلق هوندا تسمية i-VTM4 على نظام الدفع الرباعي لديها والذي تتلخص مهامه في توزيع عزم المحرك على العجلات الأربع بنسب مختلفة. وذلك بحسب تماسك كل عجلة مع سطح الطريق وقد تصل نسبة العزم المرسل إلى إحدى العجلات إلى 100%. وذلك إذا كانت تلك العجلة هي الوحيدة التي تحقق التماسك مع سطح الطريق.
التعليق
تم بناء نظام التعليق في بايلوت على مبدأ التعليق المستقل في كل من المحورين الأمامي والخلفي. ويؤمن نظام التعليق المذكور راحة متميزة للركاب ولكنه بنفس الوقت يضمن ثباتاً متميزاً لهيكل السيارة. كما يمنعه من التمايلات غير المستحبة وخاصة عند خوض غمار الطرق الوعرة.
التصميم
تنتهج هوندا نهجاً تصميماً واضحاً مع الجيل الجديد من سياراتها. وهو إعطاء تلك السيارات شخصية وهوية معروفة وبحيث يمكن التعرف عليها أنها من إنتاج هوندا بمجرد النظر إليها. وإذا ما نظرنا إلى واجهة السيارة سنجد تشابهاً واضحاً مع شقيقتها الأصغر سي آر في. وذلك من حيث الهوية والخطوط العامة والتي تتلخص في التركيز على شبك المقدمة الكبير لحجم لإعطاء نفحة رياضية للسيارة. والمصابيح الضيقة والممتدة لتتداخل مع الرفاريف الأمامية وتصميم الصادم الأمامي الذي يحتوي لمسات تصميمية توحي بالهجومية ورجولية التصميم
أما من الجانب فبدت الخطوط بشكل عام هادئة ورصينة وتفتقر للمظهر الهجومي الذي وجدناه في المقدمة. إلا أنه تم إبراز الرفاريف الجانبية بعض الشيء لإعطاء مظهر رجولي للسيارة. والذي كان برأينا يحتاج إلى المزيد من اللمسات من جانبها. أما من الخلف، فلم نجد أية جاذبية في التصميم وخاصة في مصابيح المؤخرة وبدت الخطوط العامة باهتة وتفتقر لشخصية سيارات هوندا التي عرفناها سابقاً وخاصة جاذبية التصميم.
الأداء
إذا اعتبرتَ أن بايلوت من هوندا سيارة عائلية فخمة ومريحة. فإن قيادتك لها ستعزز لديك هذا الاعتقاد لأنها وبكل بساطة تتعامل كسيارة سيدان. وذلك كونها واسعة من الداخل ومريحة وهادئة وتوفر لك كل ما توفره سيارات السيدان. وذلك سواءً أكنت تقودها داخل حدود المدينة أو على طرق السفر وحى بسرعات عالية. واستطعنا الانطلاق بالسيارة من 0-100 كم/سا خلال 7 ثواني فقط رغم وزن السيارة الذي يناهز الطنين.
أما على الطرق الوعرة، فإن نظام الدفع الرباعي والتقنية المتوفرة له ساهم بشكل واضح في تعويض تأخر وصول العزم إلى العجلات الدافعة. ويعود السبب في ذلك تحقق ذلك العزم على دورات مرتفعة.
ونؤكد هنا من جديد أنه كان الأجدر بهوندا اعتماد محرك آخر مثل الذي يتوفر لمازدا سي إكس 9 على سبيل المثال. وهو بسعة 2.5 لتر مع توربو حيث يتوفر عزم المحرك الذي يتجاوز 400 نيوتن.م عند المستويات المنخفصة لدوران المحرك. أما من ناحية إمكانياتها لتجاوز العقبات والتضاريس الصعبة. فيمكن القول أن بايلوت جديرة بذلك طالما أنك تسير على الرمل أو التراب أو الطرق المفروشة بالحصا أو الطرق الطينية البسطية. وطالما أنك لا تخوض غمار طرق صخرية شديدة القساوة.
المقصورة التجهيزات
نبدأ من تصميم المقاعد والذي بدا جذاباً جداً ومبتكراً ويحتوي على لمسات تصميمية فريدة فضلاً عن التأكيد على الناحية العملية لتلك المقاعد من حيث دعمها التام لأجسام الجالسين عليها بفضل المساند الجانبية الكبيرة المتوفرة لها، كمان أن مستويات الراحة التي توفرها تلك المقاعد تليق بسيدان فاخرة جداً فضلاً عن جودة صنعها والمواد الداخلة في إكسائها.
أما لوحة القيادة، فبدت مبتكرة وجذابة فضلاً عن كونها بسيطة التصميم وتحقق المطلوب منها بسهولة، كما لفت نظرنا عتلة تبديل النسب (الفيتس) والتي صممت على شكل زر صغير في الكونسول الوسطي والذي يحتوي خيارات للقيادة إما إلى الأمام D أو إلى الخلف R مع خيار التوقف P، حيث تقوم علبة التروس ذات النسب العشر بمهامها على أكمل وجه بمجرد الضغط على الزر D.
ويتوضع في أعلى الكونسول الوسطي شاشة تعمل باللمس وهو بقياس 9 إنش. والتي يمكن ربطها مع الهاتف الجوال وفق أحد نظامي Android Auto أو Apple CarPlay. كما يتوفر في السيارة العديد من أماكن التخزين وحاملات الأكواب وأماكن شحن الهاتف الجوال والتي يتوفر البعض منها بشحن لاسلكي.
أما أنظمة مساعدة السائق فيمكن تلخيصها بنظام الكبح الأوتوماتيكي ونظام المحافظة على المسار. وكاميرا الرؤية الخلفية ذات الزوايا المتعددة والتي تعزز من عوامل السلامة والأمان.
المقاسات
يبلغ طول السيارة 5,089 متراً وهو جيد جداً ومنافس في فئتها كونه يتفوق على الكثير من منافساتها. أما عرضها فيبلغ 1.994 متراً وهو مناسب أيضاً ويضمن مساحة كافية لأكتاف الركاب السبعة في الداخل. أما الارتفاع فيبلغ 1,801 وهو أكثر من جيد بل إنه يتفوق على الكثير من منافساتها ويضمن راحة لرؤوس الركاب داخل المقصورة
وتبلغ قاعدة العجلات 2.82 متراً وهي أقل بشكل واضح من الكثير من منافساتها. ولكن هوندا غطت على هذا الأمر بتوفير صندوق أمتعة بسعة 524 لتراً مع مرونة كبيرة في استخدامه. وذلك من حيث إمكانيات طي بعض أو جميع المقاعد لتصل سعته الإجمالية إلى 1587 لتراً.
استهلاك الوقود
مع محرك من ست أسطوانات ووزن يناهز الـ 2 طن. فمن الطبيعي أن يكون استهلاك بايلوت من الوقود ليس بالقليل. إذ أنها استهلكت معنا داخل المدينة ما معدله 13 لتر/100 كم (154 كم/20 لتر). وهنا تتفوق عليها الكثير من منافساتها وأولهن تويوتا هايلاندر هايبرد بفضل محركها الكهربائي. أما على السفر فلقد انخفض الاستهلاك ليبلغ 9.8 لتر/100 كم (204 كم/20 لتر) وهو مرتفع أيضاً وخاصة لدى مقارنته مع منافساتها.
السعر
يبلغ سعر هوندا بايلوت المندفعة بعجلاتها الأربعة في الإمارات العربية المتحدة حوالي 160,000 درهم. بينما ينخفض في السعودية إلى 155,000 درهم وهو سعر منطقي جداً ومنافس برأينا. كما أن سعر إعادة البيع لا تنخفض كثيراً بفضل الموثوقية التي تتحلى بها سيارات هوندا بشكل عام.
المنافسات
يتوفر لهوندا بايلوت عدة منافسات في أسواق الخليج العربي. ولكن أبرزها هي تويوتا هايلاندر هايبرد والمزودة بمحرك كهربائي يساهم بشكل كبير في التوفير بالوقود. وكذلك مازدا سي إكس 9 والتي يتوفر لها محرك مشحون بقوة تزيد عن 250 حصاناً. وكذلك فورد إكسبلورر ذات التصميم المميز والعراقة في سيارات الدفع الرباعي حيث يتراوح سعر تلك المنافسات بين 150,000-200,000 درهم إماراتي أو ريال سعودي.
وختاماً، إذا كنتَ تبحث عن سيارة دفع رباعي عائلية متوسطة ومن شركة عريقة وذات سمعة طيبة. وتركز على راحة الجلوس والهدوء داخل المقصورة دون البحث المستمر والدؤوب عن المغامرات وخوض غمار الطرق الوعرة. فإن هوندا بايلوت هي ضالتك المنشودة مع سعر معتدل في فئتها وسمعة طيبة وتصميم جذاب ورصين