هل تعتبر السيارات الكهربائية الرياضية المستقبل الحقيقي للسيارات الرياضية، وهل ستحقق الشعبية التي تحققها السيارات الرياضية العاملة بمحركات بنزين، وما هو تأثيرها على البيئة وتقبل الأشخاص لها.
هذا ما سنتناوله اليوم حيث سنلسط الضوء على أهم السيارات الرياضية الكهربائية والتي أصبحت مدعومة بتكنولوجيا متقدمة تمكنها من تقديم تأدية متفوقة تلبي رغبة جميع محبي القيادة الرياضية، حتى أنها تفوق تلك التأدية المتأدية من محركات البنزين بفضل عزم دورانها المرتفع والذي يكون حاضراً وجاهزاً منذ الدورات الأولى للمحرك.
تيسلا ردوستر:
تتمتع السيارة بتصميم ثوري جداً وهو يبدو جذاباً وانسيابياً إلى حد كبير، وتتوفر لها قمة التكنولوجيا المتاحة لدى عملاق السيارات الكهربائية تسلا. ولقد زُدوت السيارة بثلاث محركات كهربائية اثنلن منهما على العجلات الخلفية وواحد على المحور الأمامي بقوة إجمالية تبلغ 1360 حصان والتي تؤمن انطلاقة السيارة من 0-100 كم/سا خلال 2.1 ثانية، مع تغطية الـ 400 متر خلال 8.8 ثوان. أما الأمر الأكثر إثارة فهو أن بطاريتها تمكنها من قطع مسافة 1000 كم قبل الاضطرار إلى شحنها مجدداً كونها بسعة 200 كيلوواط ساعي.
ولقد حظيت السيارة بنظام القيادة الآلي الكامل من شركتها والذي يؤمن لها قيادة ذاتية بحتة مع الحد الأدنى من التدخل من قِبل السائق وضمن الحالات الشديدة الضرورة فقط. كما زُودت بنظام تعليق متأقلم (متكيف) والذي يضمن لها الاستقرار والثبات في المنعطفات مع ديناميكية جيدة ومدعومة من التصميم الانسيابي والهيكل الخفيف.
بورشه تايكان توربو إس:
ليس بغريب على شركة مثل بورشه إنتاج سيارة رياضية، والجديد هو تايكان توربو إس، ولقد تم إضافة كلمة “توربو” إلى اسمها تيمناً بالفئات ذات التأدية العالية من الشركة (تقنياً لا يمكن تزويد السيارة الكهربائية بشاحن هواء أو توربو).
ولد زُودت السيارة بمحركين كهربائيين واحد على كل محور الأمر الذي يضمن لها اندفاعاً نشطاً بالعجلات الأربع، ويولد المحركان قوة 750 حصاناً حيث يضمنان لها الانطلاق من 0-100 كم/سا خلال 2.6 ثواني مع مدى قيادة يصل إلى 450 كم بفضل بطاريتها التي تبلغ سعتها 93.4 كيلوواط ساعي.
ويعتبر نظام الشحن 800 فولط من أهم التقنيات التي زُودت بها السيارة وهو بخلاف ما يتوفر للسيارات الكهربائية الأخرى والتي تعمل بنظام شحن 400 فولت، حيث يؤمن نظام بورشه للشحن شحناً لبطاريتها لنسبة 80% خلال مدة لا تتجاوز 23 دقيقة.
وكعادة شركتها من حيث التفوق في الأداء وفي توفير التكنولوجيا المتقدمة، فلقد حظيت السيارة بنظام إدارة للطاقة والذي يمكنها من تشغيل أحد المحركين أو كليهما بحسب الحاجة وبحسب وضع الطريق، أو حتى بحسب طريقة قيادة السائق فضلاً عن مستويات الفخامة والرفاهية المتقدمة جداً داخل المقصورة ودون أن ننسى التصميم الرياضي البحت والذي يبدو جذاباً ولا يخرج عن الشخصية المكميزة لسيارات بورشه بشكل عام.
ريماك نيفيرا:
رغم أنها من صنع شركة ناشئة في كرواتيا، إلا أن فريق المهندسين القائمين على تصمميها وإنتاجها كانوا مبدعين بالفعل، فلقد تم تزويد السيارة بأربع محركات كهربائية (واحد على كل عجلة) والي تولد قوة تصل إلى 1914 حصاناً تضمن انطلاق السيارة من 0-100 كم/سا خلال 1.85 ثانية. أما مدى المسير بشحنة واحدة من البطارية فيبلغ 550 كم وذلك بفضل سعتها البالغة 120 كيلوواط ساعي.
أما تصميمياً، فلقد صنع هيكل السيارة من ألياف الكربون الأمر الذي ساهم بشكل كبير في تخفيض وزنها الهائل والمتأتي من وزن البطاريات، كما زُودت بنظام متقدم لإدارة الطاقة والذي يضمن التحكم في كل من محركاتها الأربعة بشكل مستقل ما يضمن لها ثباتاً متميزاً وخاصة في المنعطفات السريعة. أما عن زمن الشحن فهو لا يتجاوز 30 دقيقة حيث تصل شحنة البطارية إلى 80% خلال هذا الزمن.
لوتس إيفيجا:
تعتبر شركة لوتس البريطانية الأصل شركة رائدة في صنع السيارات الرياضية، ومع انتقال ملكية الشركة إلى جيلي الصينية فلقد ضخت تلك الأخيرة فيها أمولاً طائلة لإنعاشها من جديد بعد الصعوبات المالية التي تعرضت لها، ولقد أثمر ذلك الاستثمار بإنتاج سيارات متميزة من لوتس والتي تعتبر إيفيجا أكثرها إثارة.
ويتوفر للسيارة أربعة محركات كهربائية بحيث تم تركيب محرك على كل عجلة، وتولد تكل المحركات مجتمعة 2011 حصاناً والتي تؤمن انطلاق السيارة من 0-100 كم/سا خلال 2.9 ثوان. أما مدى المسير فيبلغ 400 كم بفضل بطاريتها التي تبلغ سعتها 70 كيلوواط ساعي.
ولقد صُنع هيكل السيارة بالكامل من ألياف الكربون لتخفيف وزنها إلى الحد الأدنى الممكن والتعويض عن الوزن الكبير للبطاريات. أما تكنولوجياً، فلقد حظيت السيارة بنظام إدارة للطاقة يضمن عمل المحركات الأربع بالشكل بالأمثل، كما زُودت بنظام شحن متقدم بقوة 350 كيلوواط يضمن شحن بطاريتها خلال مدة لا تتجاوز 18 دقيقة.
نيسان أريا نيسمو:
رغم أن شركتها تعتبرها سيارة رياضية كهربائية، إلا أن هيكل السيارة يصنفها ضمن سيارات إس يو في ولكن تطويرها من قبل فرع نيسمو الرياضي لدى نيسان أفسح المجال لإدراجها ضمن فئة السيارات الرياضية الكهربائية.
ويتوفر للسيارة محركين كهربائيين (واحد على كل محور) حيث يولدان 600 حصان ويضمنان انطلاق السيارة من 0-100 كم/سا خلال 3.5 ثوان. أما مدى المسير بشحن واحدة للبطارية فيبلغ 500 كم وذلك مونها تتحلى بسعة تبلغ 87 كيلوواط ساعي.
وباعبتارها مطورة من قبل فرع نيسمو لدى نيسان، فلقد تم التركيز على تزويدها بنظام تعليق رياضي يضمن لها التأدية المُثلى في مختلف ظروف القيادة، كما زُودت السيارة بنظام شحن سريع والذي يمكنه من شحن بطاريتها لنسبة 80% خلال مدة لا تتجاوز 30 دقيقة.
مقارنة سريعة بين السيارت الأربعة السابقة:
تركز كلاً من ريماك نيفيرا وتيسلا رودستر على قوة المحركات وذلك لجذب زبائن جدد كون شركاتها لا تمتلك تلك الخبرة في صنع السيارات الرياضية. بينما تتمتع كلاً من بورشه ولوتس بتأدية رياضية بحتة بفضل خبرات شركاتهما في مجال السيارات الرياضية وخاصة بورشه الألمانية رغم أن قوة محركها أقل من تلك المتوفرة لتيسلا وريماك. بنما تتميز نيسان بتصميم هيكلها الذي يُصنفها ضمن سيارات إس يو في الأمر الذي يعطيها دُفعة اتجاه من يطلبون سيارة بتصميم يندرج ضمن هذه الفئة والذي تم تعزيزه من قبل فرع نيسمو الرياضي من نيسان.
الاستدامة وحماية البئية:
رغم تفاوت السيارات السابقة بالكثير من المواصفات والتجهيزات والأداء وخبرات شركاتها، وأدائها وحتى أسعارها. إلا أنها تشترك جميعاً في هدف واحد وهو حماية البيئة والاستدامة. حيث تتميز المحركات الكهربائية التي زودت بها تلك السيارات بانبعاثات صفرية من ثاني آوسيد الكربون في رسالة واضحة ومباشرة من شركاتها مفادها: “ليس من الضروري أن تُحرم من التأدية الرياضية والتميز إذا أدرت حماية البيئة”
أما كيف استطاعت تلك الشركات تحقيق لك الأداء المتقدم مع هذا الوزن الهائل للبطاريات، فالجواب ببساطة هو الاعتماد على ألياف الكربون لصنع أجزاء من الهيكل، أو حتى كامل الهيكل. كما اعتمدت تلك الشركات على استخدام مواد تم إعادة تدويرها وذات صلابة متميزة لتعزيز مفهومي الاستدامة والسلامة.
وختاماً، ليست تلك السيارات الأربعة إلا نموذجاً فقط لما هو قادم، إذا تركز الكثير من شركات السيارات الكهربائية على تطوير نماذج رياضية بتأدية رياضية. كما تركز الكثير من شركات السيارات الرياضية على تطوير سيارات تعمل فقط بالكهرباء لأن هذا التوجه آتٍ لا محالة، وسوف تضطر الشركات للخروج من الأسواق مستقبلاً ما لم تكن جاهزة منذ الآن ولو تجريبياً مع سيارة كهربائية رياضية تضمن لها قضم حصة من هذا القطاع من السوق.