قدمت ميتسوبيشي سيارتها أوتلاندر كاستجابة منها للمنافسة التي نشأت في قطاع سيارات الدفع الرباعي الصغيرة، ورغم أن الجيل الأول من السيارة كان أقرب إلى ستايشن مرتفعة عن الأرض قليلاً إلا أنها بدأت بالنضوج في جيلها الثاني. ومع تقديم الجيل الجديد من السيارة والذي يعتبر الجيل الثالث منها، بدت أكثر نضجاً مع تصميم يمكن وصفه بالهجومي خاصة مصابيح المقدمة. وسوف نتناول اليوم تجربة ميتسوبيشي اوتلاندر المزودة بمحرك بسعة 2.5 لتر مع ناقل حركة أوتوماتيكي ونزودكم بانطباعاتنا حول تلك التجربة بدقة.
المحرك وعلبة التروس:
تم تزويد ميتسوبيشي أوتلاندر بمحرك من 4 أسطوانات متتالية بسعة 2.5 لتر مع نظام في في تي VVT والذي يعني التغير المستمر لفتح وإغلاق الصمامات والذي من شأنه تعزيز قوة المحرك على كافة مستويات دورانه ويتم تزويده بالوقود عبر نظام حقن مباشر. ويولد هذا المحرك 181 حصاناً عند 6,000 د.د.ن بينما يبلغ عزم دورانه 245 نيوتن.م عند 3,600 د.د. ويبدو عدد دورات المحرك التي يتم عندها الحصول على العزم الأقصى منخفضاً وهذا ما لمسناه بالفعل من حيث مرونة هذا المحرك واستجابته ابتداءً من دورات منخفضة لدورانه والتي تشعر بها من 2,000 د.د. وهذا ما يجعل القيادة اليومية للسيارة سلسة وسهلة فضلاً عن التوفير في استهلاك الوقود.
ويتصل المحرك بعلبة تروس أوتوماتيكية من نوع سي في تي CVT والتي تؤمن تغييراً مستمراً وسلساً للنسب وبحسب سرعة السيارة، كما بدا أداء علبة التروس تلك متناسقاً مع أداء المحرك بشكل أكثر من جيد فضلا عن هدوء علبة التروس وخلوها من الاهتزازات غير المستحبة عند تغيير النسب.
وتندفع أوتلاندر بعجلاتها الأربع عبر نظام حديث يحمل تسمية Super All Wheel Control والذي يعني التحكم الخارق بالاندفاع بالعجلات الأربع ويوفر هذا النظام لميتسوبيشي أوتلاندر ثباتاً متميزاً أثناء السير وأثناء الانطلاق والتسارع أيضاً، ورغم أنه آلي من ناحية توزيع العزم بين المحورين الأمامي والخلفي للسيارة، إلا أنه يوفر خياراً يدوياً بحسب اختيار السائق وذلك عبر مفتاح دائري متوضع خلف عتلة تبديل السرعات (الفيتيس) والذي مكن بموجبه انتقاء طبيعة الطريق أو طبيعة القيادة التي سيقود بموجبها السائق والتي توفر عدة خيارات مثل القيادة الاقتصادية، والعادية، والقيادة على الأسطح الزلقة، والقيادة على الأسطح المفروشة بالحصى، والقيادة على الطرق الوعرة، والقيادة على الطرق المغطاة بالجليد.
نظام التعليق:
وفرت ميتسوبيشي لسيارتها أوتلاندر نظام تعليق أمامي من نوع مكفرسون McPhersonبينما تم تصميم نظام التعليق الخلفي وفق تقنية الوصلات المتعددة Multi Link ولقد وفرت هذه التركيبة للسيارة تناغماً متميزاً بين راحة الجلوس والثبات عند المنعطفات أو عند خوض غمار الطرق الوعرة، كما بدا نظام التعليق قادراً على امتصاص معظم التقلبات في سطح الطريق وبشكل يضمن الراحة للركاب مهما طالت الرحلة.
التصميم:
يمكن وصفي تصميم ميتسوبيشي أوتلاندر الجديدة الهجومي بشكل واضح وخاصة فيما يتعلق بتصميم المصابيح الأمامية، وسواءً أعجب تصميمها البعض أو لم يعجبهم فإن ذلك لا يقلل من حقيقة أنها ذات تصميم مميز جداً وأنها كانت قادرة على تعزيز المظهر الهجومي للسيارة. ويكتمل المظهر الهجومي بتصميم شبك لمقدمة الذي بدا نافراً إلى الأمام بشكل واضح مع لمسة تصميمية مميزة المصابيح النهارية فوق مصابيح المقدمة والتي بدت ذا خطوط جذابة ومتميزة أيضاً.
وتتعزز النفحة الهجومية للتصميم في جانب ميتسوبيشي أوتلاندرإذا تبدو عجلاتها الكبيرة من قياس 18 إنش واضحة، كما أن الخطوط العامة تسير في نفس السياق مع تداخل المصابيح النهارية في الرفاريف الأمامية من جهة، ومع الخط النافر الذي يتوازى مع خط الأبواب/النوافذ من جهة أخرى، وأخيراً فإن طول السيارة البالغ 4,71 متراً يبدو المهيمن على شكلها الجانبي والذي يزيد من تعزيز موقفها أمام منافساتها.
أما من الخلف، فلقد تم التركيز على الناحية العملية أكثر من الناحية الجمالية، ويبدو ذلك واضحاً في ارتفاع المؤخرة في تأكيد من الشركة على زيادة زاوية الخروج لتعزيز مقدرات السيارة على الطرق الوعرة، وكذلك التوضع المرتفع للمصابيح الخلفية والواجهة الزجاجية الكبيرة، أما جمالياً فبدى التصميم عادياً جداً ويفتقر لأي نفحة ثورية.
التأدية:
تسير ميتسوبيشي أوتلاندرداخل المدينة بهدوء وسلاسة مدعومة بمحركها المتجاوب وعلبة تروس المتناغمة مع ذلك المحرك واتزانها المتأتي من نظام الاندفاع الرباعي المتطور. أما على طريق السفر فإن الوضع لا يتغير وتستمر الانطلاقة وفق نفس المعايير وتحت نفس المعطيات. وتنطلق السيارة من 0-100 كم/سا خلال 9 ثواني بينما تبلغ سرعتها القصوى 190 كم/سا.
أما على الطرق الوعرة، فلقد أثبت نظام الدفع الرباعي المتطور أنه قد المهمة الموكلة إليه وذلك من حيث تكيفه مع معظم أنواع التضاريس والعوائق بكافة أنواعها الطينية والرملية والصخرية، ويؤمن المحرك بالتعاون مع علبة التروس التجاوب اللازم والكافي للسيارة للتعامل مع تلك العوائق وتجاوزها بجدارة من السيارة وثقة من سائقها حيث تتأتى تلك الثقة أيضاً من نظام التوجيه الذي بدا دقيقاً ويحقق لك ما ترغب به بسهولة من ناحية وضع مقدمة السيارة في النقطة التي ترغب بها تماماً.
المقصورة والتجهيزات:
نبدأ من المقاعد التي بدت ذات تصميم رياضي واضح فضلاً عن كونه جذاباً وعصرياً مع مواد ذات جودة واضحة، كما زُودت تلك المقاعد بمساند جانبية تضمن تثبيت الركاب في أماكنهم عند المنعطفات وعند القيادة على الطرق الوعرة، ويتوفر في المقصورة ثلاثة صفوف من المقاعد تستوعب سبعة ركاب وموزعة بالشكل التالي: 2-3-2 وبحيث تم تزويد كافة المقاعد بمساند للرأس مع ضمان تأمين راحة الجلوس على الأقل لركاب الصفين الأول والثاني مع مساحات كافية لأرجل ورؤوس وأكتاف الركاب، أما الصف الثالث من المقاعد فهو مخصص للأطفال.
كما بدا تصميم لوحة القيادة في ميتسوبيشي أوتلاندربسيطاً وخالٍ من أية تعقيدات، وتم فصل لوحة القيادة بين نصفيها العلوي والسفلي بخط نافر وواضح والذي تم تغطيته بلون مغاير للوحة ويتناسب مع الألوان التي تزين الفرش الجلدي. ويتوضع في أعلى الكونسول الوسطي شاشة تعمل باللمس بقياس 9 إنش والتي يمكن وصلها مع الهاتف الجوال وفق نظام Android Auto أو نظام Apple CarPlay حيث يمكن بموجبهما التحكم في كافة محتويات الهاتف الجوال عبر الشاشة اللمسية المذكورة.
كما ويتوفر للسيارة جيوب عديدة للتخزين بالإضافة إلى مآخذ لشحن الهاتف الجوال، ونظام صوتي بجودة متميزة فضلاً عن نظام تكييف الهواء الذي يمكن فصل درجة حرارته وفق خيارين مختلفين. أما أنظمة مساعدة السائق فهي باتت معروفة وتتوفر لكافة منافسات السيارة ونذكر منها نظام مراقبة النقطة العمياء، ونظام الكبح التلقائي، ونظام المحافظة على المسار.
المقاسات:
يبلغ طول ميتسوبيشي أوتلاندر 4.71 متراً وهي الأطول على الإطلاق بين منافساتها، بينما يبلغ عرضها 1.86 متراً في تفوق واضح على الكثير من منافساتها أيضاً، أما ارتفاعها فيبلغ 1.74 متراً وقاعدة عجلاتها 2.705 متراً حيث تساهم هذه الأبعاد مجتمعة في تعزيز الرحابة داخل المقصورة فضلاً عن المسافات المتاحة لأرجل وأكتاف الجالسين على كافة المقاعد.