ما هي أهم النصائح لصيانة سيارة الدفع الرباعي، وكيف يُسهم ذلك في تحسين أدائها. وهل من الضروري أن تكون الصيانة في مركز متخصص.
هذا ما سنتناوله في مقالنا اليوم. حيث أصبحت تعتبر سيارات الدفع الرباعي الخيار أكثر شيوعاً في الكثير من الأسواق، وأولها أسواق الخليج العربي. وهي التي تتطلب طبيعتها وجغرافيتها استخدام تلك السيارات. وسوف نقدم في مقالنا هذا بعض أهم النصائح التي تساهم بشكل كبير وفعال في المحافظة على سيارة الدفع الرباعي في حالة ممتازة للوصول إلى أفضل أداء منها.
أولاً-الصيانة الدورية
وسنبدأ مع تغيير الزيت والفلاتر. وهي التي تعتبر من أهم توصيات الصيانة الدورية. إذ يضمن الزيت الجديد للمحرك؛ والذي لم يتراجع أداؤه بكثرة الاستخدام والحرارة عملاً سلساً للمحرك واهتراءً أقل لكافة أجزائه. بالإضافة لذلك، توصي شركات السيارات بتغيير زيت المحرك كل 5000-7000 كم. . كما يساهم التغيير الدوري لفلتر الهواء بضمان تنفس أفضل للمحرك، الأمر الذي ينعكس أيجابياً على تأدية السيارة واستهلاكها للوقود.
ولا يقتصر الموضوع على زيت المحرك فقط. حيث يحتاج المحرك والأجزاء التابعة لها في عملها إلى الكثير من السوائل الأخرى. وبالتالي يتوجب على صاحب السيارة تفقدها بشكل دوري. ونذكر منها سائل الفرامل والذي يضمن بقاؤه في المستوى الصحيح ضمان كبح للسيارة ضمن الزمن والمسافة المتوقعين تماماً. كما أن نقص هذا السائل سيُجبر السائق على زيادة الضغط على دواسة الفرامل، ما سيزيد الضغط على الأجزاء الميكانيكية لنظام الفرامل ويسرع في اهتراءه.
ومن السوائل الأخرى أيضاً، نجد زيت علبة التروس (القير). والذي يجب أن يكون في مستواه الأمثل لضمان سلاسة في عملية التنقل الآلي بين المسننات. وكما لا ننسى سائل تبريد المحرك، والذي يعتبر الأكثر أهمية وخاصة في الظروف المناخية الشديدة الحرارة. كذلك يجب تفقد سائل التوجيه الهيدروليكي للمقود. وهو الذي يضمن سلاسة وسهولة عملية التوجيه، فضلاً عن دقتها والتي تؤثر بالنتيجة على سلامة السيارة ومستخدمي الطريق الآخرين.
ومن ضروريات الصيانة الدورية أيضاً، نجد نظام التعليق. إذ يجب فحص النوابض وممتصات الصدمات المكونة له، حتى ولو تم الأمر في ورشة متخصصة. حيث أن هذا النظام مسؤول عن عدة عوامل، والتي يمكن تلخيصها براحة الركاب، وإمكانيات السيارة على الطرق الوعرة وثباتها وسلامة ركابها في المنعطفات.
ثانياً-الصيانة الوقائية
فحص الإطارات وضغط الهواء
الإطارات هي واحدة من أهم مكونات السيارة. حيث تؤثر بشكل كبير على الأداء والسلامة. حيث يجب فحص الإطارات بانتظام للتأكد من عدم وجود تلف أو تآكل غير متساوٍ. بالإضافة إلى ذلك، يجب فحص وضبط ضغط الهواء في الإطارات بانتظام. حيث أن الإطارات ذات الضغط المنخفض أو العالي قد تؤثر سلبًا على كفاءة الوقود وأداء السيارة.
تعتبر إطارات السيارة صلة الوصل بين سطح الطريق وهيكل السيارة، وذلك عبر نظام التعليق. وكونها سطح التماس الأول والأوحد للسيارة مع الطريق، فيجب أن تكون في وضعية سليمة تماماً. لذلك يجب فحصها بشكل دوري والتأكد من عدم تعرضها لأي تلف أو شقوق أو تآكل بشكل غير متناظر.
كما يجب فحص ضغط الهواء في الإطارات. وذلك لأن ارتفاع ذلك الضغط إلى فوق الحد المسموح يقلل من راحة الركاب ويزيد من الضغط على أنظمة التعليق والهيكل. كما أن انخفاض الضغط فيها عن الحد الموصى به سيؤدي إلى تباطؤ حؤكتها بسبب زيادة سطح الاحتكاك مع الطريق، الأمر الذي يعني مزيداً من استهلاك الوقود.
فحص الفرامل
ونصل إلى الفرامل، ولدينا أولاً سائل الفرامل والذي يمكن تفقده من قبل السائق وضمان أنه في مستواه الطبيعي ولا يوجد أي تسريب أو نقص. أما أقراص وبطانات المكابح فقد تحتاج إلى ورشة متخصصة لتفقدها، وهنا ننصح بتبديل بطانات المكابح (الكوليات) فور بدء عوامل الاهتراء عليها لأن عدم تبديلها سيزيد من الضغط على القطع الميكانيكية لجهاز كيح العجلة وهذا يعني أضراراً أكبر وصيانة أكثر تكلفة لاحقاً.
ونصل إلى نظام الكهرباء والذي تعتبر البطارية والكابلات البنية الأساسية له، فبدون البطارية لا يمكن إقلاع محرك السيارة وبالتالي لن يمكنها التحرك نهائياً، كما أن الكابلات الرئيسية تحتاج إلى أن يتم تفقدها بشكل دوري من السائق ليكتسف احتمال وجود أملاح أو تكليس على رؤوس البطارية وهذا ما قد يؤدي إلى خلل في كهرباء السيارة بشكل عام، أو تسريب للطاقة المخزنة فيها، أو حتى لعطل كبير في نظام الكمبيوتر المتوفر للسيارة.
ثالثاً-تحسين الأداء
ننصح باستخدام وقود عالي الجودة والذي من شأنه أن يحسن أداء المحرك ويقلل من الترسبات والأوساخ داخل نظام تغذية الوقود بدءً من الخزان ومروراً بمضخة الوقود ووصولاً إلى نظام حقن الوقود. ويجب الالتزام بدرجة الأوكتان التي توصي بها الشركة الصانعة لأن تغيير تلك الدرجة سيؤثر سلباً على تأدية المحرك والذي صُمم بالأصل ليتحمل درجات حرارة معينة والتي تنجم عن احتراق مزيج الوقود والهواء بداخله.
كما يُطلب من سائق السيارة فحص نظام العادم فيها كونه المتنفس لنواتج عمل المحرك بالإضافة إلى التحكم بنسبة الانبعاثات، ويجب عن الفحص التأكد من عدم وجود تسريبات أو اهتراء وخاصة في المحول الحفاز Catalytic Convertor والذي تتلخص مهمته بامتصاص الغازات السامة. كما يمكن تحسين استهلاك الوقود إذا ما حافظنا على سلامة نظام العادم بكافة أجزائه بجاهزية عالية.
رابعاً-نصائح إضافية لتحسين أداء سيارات الدفع الرباعي
يؤثر أسلوب القيادة بشكل كبيرعلى أداء السيارة وطول عمر مكوناتها، وتعتبر القيادة المتزنة والهادئة مع تجنب التسارعات الصارخة والتي يتبعها عمليات فرملة قاسية عوامل هامة وأساسية في الحفاظ على السيارة. لأن سيارة الدفع الرباعي لم تصمم للقيام بهكذا مناورات، بل كانت الغاية من تصميمها أن تمكن سائقها من خوض غمار الطرق الوعرة والصحراوية وهذا ما يجب أن يعلمه سائقها تماماً.
كما وننصح بشدة بعدم استعمال قطع الغيار غير الأصلية أو تلك المنسوخة عن الأصلية لما لذلك من تبعات خطيرة جداً وخاصة مع سيارات الدفع الرباعي التي يُطلب منها أن تتحمل ظروف قيادة عالية القساوة وبالتالي يجب أن تكون القطع المكونة لها شديدة الصلابة لتستطيع تحمل تلك الظروف.
وأخيراً، لا بأس من القيام بفحص شامل للسيارة قبل البدء بحلة طويلة لتضمن أخي السائق سلامتك من جهة وعدم إهدار وقتك إذا ما توقفت السيارة لعطل طارىء لا قدر الله.
وختاماً، يمكن أن يكون الالتزام بالنصائح التي قدمناها في مقالتنا المتواضعة سبباً مباشراً ورئيسياً في إطالة عمر سيارت وتحسين أدائها، ولا تترد أبداً في إجراء الصيانة في وقتها لأن تأخيرها سيكبدك نفقات إضافية مرهقة والتي ستكون نتيجة تراجع أداء بعض القطع كنتيجة لعدم تغيير قطع أخرى يتوجب تغييرها فوراً.
وكل ذلك بالنتيجة يصب في سلامتك وسلامة من معك في السيارة من جهة فضلاً عن توفير نفقات إضافبية قد تنجم عن عدم القيام بتلك الفحوصات البسيطة بشكل دوري.