سوف نتعرّف اليوم ما هي أحدث التقنيات التي سنشاهدها في سيارات الدفع الرباعي. إضافةً إلى معرفة هل ستكون على صعيد تصميها الخارجي أم الداخلي، أم على صعيد التقنيات التي ستتوفر لها. وما هو مستقبل سيارات الدفع الرباعي.
تتميز سيارات الدفع الرباعي بكونها قادرة على خوض غِمار طرق وتضاريس تعجز عن خوضها بقية السيارات. لذلك، فهي تمنح صاحبها المزيد من حرية التنقل. بالإضافة إلى شعور بالهيمنة على الطريق والتميز عن بقية السيارات.
إذ يتجلى ذلك التميز بفضل وضعية الجلوس المرتفعة بداخلها.
وبما أن تلك السيارات تتحلى بشعبية عالية في أسواق الخليج العربي، فإن الشركات المصنعة لها لا تبخل عليها بأية ابتكارات أو تكنولوجيا تتوفر في تلك الشركات. حيث أنها أصبحت حتى فئة سيارات الدفع الرباعي هي الفئة المدللة في كل شركة. وسوف نتناول اليوم التوجهات المستقبلية التي يمكن أن نشاهدها في سيارات الدفع الرباعي. إضافةً لمعرفة ما هي تأثيرات تلك التوجهات على المستهلكين من جهة، وصناعة السيارات من جهة أخرى.
السيارات الكهربائية والهجينة
1. التحول إلى الكهرباء
تفرض الحكومات قيوداً صارمة على موضوع انبعاثات الغازات السامة التي تُصدرها السيارات والطائرات والشاحنات والمصانع والسفن. حيث يأتي كل ذلك في سبيل حماية البيئة وتخفيف السموم التي تنعكس بالنتيجة على صحة سكان الأرض، فضلاً عن الترفع الحروري ومشاكل طبقة الأوزون. وهنا توجهت الكثير من الشركات نحو إنتاج سيارات كهربائية. ولأن سيارات الدفع الرباعي تشكل نسبة لا يُستهان بها من مبيعات الشركات؛ لم تجد شركاتها بُداً من توفير محركات كهربائية لها.
ولكن ذلك يبقى على نطاقات محدودة نوعاً ما. ونقصد هنا أن معظم سيارات الدفع الرباعي الكهربائية التي قدمتها شركاتها لا تزال بعيدة عن مفهوم سيارة الدفع الرباعي الحقيقية. حيث ذلك لأن كل تلك السيارات تُصنف تحت بند AWD، أي أنها مخصصة للطرق العادية مع بعض الإمكانيات المحدودة على الطرق الوعرة.
2. المحركات الهجينة
يمكن أن نقول أن هذا التحول حقيقي ومقبول من الأكثرية. وذلك لأنه لا يزال يتوفر للسيارة محرك بنزين أساسي، ولكنه مدعوم بمحرك كهربائي. وبالتالي، فإنه لا زال بإمكان السيارة الاعتماد عل محرك البنزين عند نفاذ شحنة البطارية. أو حتى عندما يرغب السائق بالمزيد من القوة والعزم.
كما أن أغلب سيارات الدفع الرباعي الهجينة هي سيارات دفع رباعي حقيقة 4WD. وإنما تم تزويدها بمحركات كهربائية لاحقاً لتخفيف استهلاكها للوقود ومنححها قوة داعمة إضافية. وهذا هو الاختلاف الجذري مع سيارات الدفع الرباعي الكهربائية بالكامل والتي تم بناؤها وتطويرها من الصفر.
التكنولوجيا الذكية والاتصالات
1. القيادة الذاتية
دخلت تقنية القيادة الذاتية للسيارات إلى السيارات العادية بشكل واضح. وخاصة مع شركة تسلا Tesla الأمريكية. حيث تعتبر هذه التقنية قابلة للتطبيق في السيارات العادية التي تسير على الطرق بشكل أسهل من سيارات الدفع الرباعي. وذلك لأنه عندما تخرج سيارة الدفع الرباعي عن الطريق، لن يعود هناك لا خطوط على الطرق ولا إشارات مرور ولا شاخصات لتتعامل معها أنظمة القيادة الذاتية. وهذا يعتبر تحدياً في دخول هذه التقنية إلى سيارات الدفع الرباعي، والذي تعمل الشركات جاهدة على تجاوزه.
2. انترنت الأشياء IoT
يمكّن انترنت الأشياء السيارة من البقاء متصلة بشبكة الانترنت بشكل دائم. وبالتالي، هذا يعني عملياً أنها قادرة على التعامل وتبادل المعلومات والتواصل مع كل من السيارات الأخرى، بالإضافة إلى البنية التحتية المحيطة بالسيارة. وهنا، يبرع انترنت الأشياء IoT في تقديم تحديثات فورية للسيارة عن حالة المرور. بما فيها أقصر الطرق وأقلها ازدحاماً وأماكن مواقف السيارات المتاحة. وكذلك حالة الطقس؛ حيث ستساهم كل تلك المعلومات في تخفيف الضغط عن السائق وتسهيل مهمته بالإضافة إلى تقليل الحوادث.
التصاميم الخارجية والداخلية
1. التصاميم الخارجية
يعتبر تقديم تصميم إنسيابي لسيارة دفع رباعي تحدياً كبيراً. وذلك لأن المطلوب هو تحسين الإنسيابية إلى الحد الأقصى، وذلك عبر تصاميم ناعمة وسلسلة تسهل من اختراق السيارة للهواء. وهذا ما تعاني منه طبيعة سيارات الدفع الرباعي بسبب هيكلها المرتفع. كما تسعى الشركات لتجاوز هذا الأمر للوصول إلى تصميم إنسيابي قدر المستطاع، ودون المساس بمفهوم سيارة الدفع الرباعي الصلبة والمتينة.
2. التصاميم الداخلية
شأنها شأن السيارات العادية، لم ولن تبخل شركات إنتاج السيارات عن توفير أفضل التصاميم الداخلية لسيارات الدفع الرباعي وأكثرها راحة. وبالإضافة إلى ذلك، ستحظى سيارات الدفع الرباعي بنفس مستوى التكنولوجيا والراحة الذي يتوفرللسيارات العادية. وذكر عل سبيل المثال أنظمة الاستماع الموسيقي والترفيه والملاحة والتحكم بوظائف السيارة وغيرها. حيث يتم التحكم بها كلها عبر شاشات كبيرة تعمل باللمس.
الاستدامة والبيئة
1. استخدام المواد المستدامة
بالتوازي مع الالتزام بقوانين الاستدامة التي فرضتها الحكومات، تقوم شركات السيارات بتزويد سيارات الدفع الرباعي بمواد خارجية وداخلية صديقة للبيئة. وكمثال على ذلك، نجد البلاستيك المُعاد تدويره والألياف النباتية المنشأ. وبالإضافة لذلك، نجد أيضاً طريقة استخراج وتعدين المواد الداخلة في صنع هياكل السيارات، وكل ذلك ليصب في خانة حماية البيئة.
2. تخفيض الانبعاثات
ولأن فئة سيارات الدفع الرباعي باتت من أكثر فئات السيارات شعبية بين الجمهور، فلم تجد شركاتها بداً من تزويدها بكافة التقنيات التي تدعم تخفيض الانبعاثات من الغازات السامة مثل ثاني أوكسيد الكربون. ومن أبرز تلك التقنيات كما ذكرنا سابقاً تزويد تلك السيارات بمحركات هجينة أو حتى محركات كهربائية.
الأمان والتحكم الديناميكي
1. أنظمة الأمان المتقدمة
شهدنا بالفعل دخول الكثير من أنظمة الأمان والتحكم الديناميكي إلى سيارات الدفع الرباعي. حيث من أهم تلك الأنظمة نذكر نظام المحافظة على المسار والتنبيه عند مغادرته. إضافةً إلى نظام تثبيت السرعة المتكيف، ونظام الكبح التلقائي. وكذلك نجد أيضاً نظام التحذير من التصادم، ونظام التعرف على المشاة. حيث تُسهم جميع تلك الأنظمة في زيادة عوامل السلامة لكل من راكبي السيارة ومستخدمي الطريق من السيارات الأخرى والمشاة.
2. أنظمة التعليق الديناميكي
شهدت بعض سيارات الدفع الرباعي الفخمة أنظمة متقدمة للتعليق، والتي يمكن وصفها بأنها ديناميكية ومتأقلمة. وسوف يشهد المستقبل دخول تلك الأنظمة إلى كافة سيارات الدفع الرباعي. وذلك لما لها من أهمية في تقديم تحكم في حركة العجلات وتوزيع القوى بشكل أكثر فاعلية. بالإضافة إلى تعزيز توازن وتماسك السيارة وكل ذلك في سبيل تعزيز تأديتها وراحة ركابها.
وختاماً، سيتوفر لسيارات الدفع الرباعي كل ما يتوفر للسيارات العادية وفي كافة مجالات تصنيع السيارة. بدءاً من هيكلها الخارجي وتصميمه الذي تسعى الشركات لجعله إنسيابياً إلى الحد الأقصى الممكن. إضافةً إلى التصاميم الداخلية والتجهيزات الفخمة من جهة والتي تعزز السلامة من جهة أخرى.
وكذلك المواد الداخلة في صنع المقصورة من ناحية استدامتها وتصالحها مع البيئة. ووصولاً إلى اتصال السيارة بالانترنت، وهو الذي سيوفر لها كافة المعلومات اللازمة لتتعامل مع محيطها بأمان تام. وسوف نشاهد المزيد من التقنيات مستقبلاً والتي سوف نتحدث عنها أولاً بأول.