تتواجد دودج دورانغو في قطاع سيارات الدفع الرباعي المتوسطة والمصممة لاستيعاب كافة أفراد العائلة مع صندوق أمتعة مقبول في حالة فتح الصف الثالث من المقاعد. إلا أنه يصبح كبيراً جداً مع طي الصف الثالث من المقاعد.
وتنتمي دودج كملكية إلى مجموعة كرايسلر الأمريكية التي تندمج تجارياً مع مجموعة فيات الإيطالية. ويمثل هذا الإندماج بين المجموعتين تبادلاً للتكنولوجيا والخبرات وفتحاً لآفاق دخول أسواق جديدة وخاصة بالنسبة لمجموعة فيات التي لم تكن موجودة في الأسواق الأمريكية قبل هذا الإندماج.
ونعود إلى دودج دوارنغو Durango التي تنافس في قطاع صعب تتواجد فيه الكثير من السيارات الشهيرة وخاصة في أسواق الخليج العربي والتي نذكر منها الأمريكيات جيب جراند شيروكي وفورد إكسبلورر. بينما نجد من كوريا كلاً من كيا تيلورايد وهيونداي باليسيد، مقابل مازدا سي إكس 9 وهوندا بايلوت وتويوتا هايلاندر من اليابان.
ويتوفر لـ دودج دورانغو في أسواق الخليج العربي عدة خيارات للمحركات، واحد منها من 6 أسطوانات بقوة 295 حصاناً، والأخران من 8 أسطوانات وفق تقنية هيمي Hemi وبقوة 360 و475 حصاناً على التوالي. وسوف نجرب لكم اليوم الفئة المزودة بالمحرك الأصغر كونه الأقرب لما يتوفر لمنافساتها لنطلعكم على تفاصيل تلك التجربة والانطباعات التي خرجنا بها.
المحرك
يتألف محرك دودج دورانغو من 6 أسطوانات بشكل V وسعة 3.6 لتر مع تنفس طبيعي وحقن مباشر للوقود، ويولد هذا المحرك 295 حصاناً عند 6,400 د.د. وهي تعتبر دورات مرتفعة لمحرك بهذه السعة والتي من شأنها أن تجبر سائق السيارة على رفع دوران المحرك إلى حدود عليا للحصول على القوة الكافية لانطلاقة السيارة الأمر الذي يعني استهلاكاً أكبر للوقود.
أما عزم المحرك فيبلغ 353 نيوتن.م عند 4,000 د.د. وهي دورات مرتفعة بعض الشيء، إلا أنها تبقى أقل من بعض منافساتها وخاصة هوندا بايلوت. ومع هذا المستوى من دورات المحرك للعزم فإن السائق سيضطر أيضاً لرفع دروان المحرك إلى حدود تفوق الـ 2,500-3,500 د.د. للحصول على عزم كافٍ لتجاوز العقبات الصعبة والمحافظة على تسارع نشط.
وهنا كنا نفضل لو أن دودج قامت بتطوير محركات بسعات أصغر مع شواحن هواء (توربو) أسوة بما تقدمه بعض منافساتها مثل مازدا سي إكس 9 على سبيل المثال أو هيونداي سانتا فيه. حيث تعتبر تلك المحركات عاملاً حاسماً في التوفير في استهلاك الوقود فضلاً عن صداقتها للبيئة بفضل انبعاثاتها الأخفض ودون أن ننسى القوة والعزم المتأتيين من شاحن الهواء.
ولقد بدا المحرك هادئاً وسلساً ومتجاوباً وستشعر معه بقوة السيارة وأنها تتوق لمنحك المزيد طالما أن تقوم بالضغط على دواسة الوقود ولا تُلقي بالاً للاستهلاك. وإذا كنتَ تبحث عن تأدية أفضل ونشاط أكبر فعليك بالمحرك المتوسط ذو الأسطوانات الثمان بسعة 5.7 لتر وقوة 360 حصاناً ولكنك عندها ستنسى مسألة التوفير في استهلاك الوقود.
علبة السرعات
ويتصل المحرك بعلبة سرعات آلية (أوتوماتيك) من ثماني نسب أمامية والتي تنقل قوة وعزم المحرك إلى العجلات الأربعة الدافعة بشكل دائم وفق نظام AWD. أي أنه لا يتوفر للسيارة نظام سرعات مخصص للطرق الوعرة والذي يحتوي على النسب الخاصة 4L و 4H، وهذا ما يتوفر أيضاً لكافة منافساتها في هذه الفئة.
ونعود إلى نظام الإندفاع الرباعي الدائم والذي يوزع عزم المحرك بين المحورين الأمامي والخلفي بشكل ثابت طالما أن الطريق معبد ومستقر وغير زلق. إلا أن هذا النظام يقوم فوراً وبدون تدخل من السائق بتغيير نسب توزيع العزم بين المحورين الأمامي والخلفي بحسب تماسك كل إطار مع سطح الطريق وبحيث يتم توجيه النسبة الأكبر من العزم للإطار الأكثر تماسكاً مع سطح الطريق.
وبشكل عام، فإن تركيبة المحرك مع علبة التروس ونظام الدفع الرباعي بدت متناغمة مع بعضها البعض ومتناسقة فيما بينها ولن تشعر بأية اهتزازات غير مستحبة أثناء تغيير السرعات.
نظام التعليق
يتوفر لسيارة دودج دورانغو تعليق مستقل للعجلات الأربع والذي يساهم بشكل فعال في تحقيق معادلة التوازن والثبات من جهة وراحة الركاب داخل السيارة من جهة أخرى. أما تقنياً فلقد تم بناء التعليق الأمامي وفق تقنية الوصلات المتعددة مع استقلالية تامة في بناء التعليق الخلفي، وهذا ما ساهم في تعزيز راحة الركوب مهما قست أنواع الطرق والعقبات التي تتجاوزها السيارة.
التصميم
نبدأ من المقدمة والتي بدت أمريكية تماماً مع خطوط تقليدية وخالية من أية ابتكارات تصميمية أو جاذبية لافتة، ولعل المصابيح الأمامية فقط هي التي بدت ذات تصميم جذاب وخاصة مع تداخلها مع الرفاريف الأمامية بشكل بسيط. أما شبك المقدمة والصادم الأمامي وباقي التفاصيل فبدت كلها باهتة وتفتقر إلى الإثارة الجمال، وبرأينا أن المهندسين لم يُوفقوا في الخروج بتصميم عصري جذاب.
من الجانب، تستمر الخطوط التقليدية الباهتة من الأمام إلى الخلف وتفتقر السيارة إلى عناصر الجاذبية والجمال، بل إنها تبدو كصندوق أُدخلت على زواياه بعض اللمسات ليبدو جميلاً ولكن بدون جدوى. وإذا أردنا مقارنة التصميم مع سائر منافساتها وخاصة كيا تيلورايد وتويوتا هايلاندر على سبيل المثال فلقد حققتا قفزات نوعية عالية في هذا الصعيد.
أما من الخلف، فتبدو النفحة العملية هي المهيمنة وخاصة مع المصابيح ذات الحجم الكبير والتي تضمن رؤية السيارة لمن هم خلفها، والنافذة الخلفية الكبيرة الحجم. أما جمالياً فلا يزال الوضع عادياً جداً وأدنى من التوقعات باستثناء مخارج العادم الثنائية والتي منحت السيارة بعضاً من الروح فيما يتعلق بالتصميم الذي يحتاج برأينا إلى إعادة شاملة من الصفر
الأداء
أثناء القيادة داخل المدينة، بدت دودج دورانغو هادئة وسلسة وتشبه مرونة سيارات السيدان من حيث التعامل معها وخاصة في زحمة السير. كما أن محركها أبدى تجاوباً مقبولاً عند رغبتك بتجاوز سيارة أخرى وخاصة إذا كنتَ سخياً في الضغط على دواسة الوقود، وتساهم علبة السرعات ذات النسب الثمانية بشكل أساسي في هذا التجاوب حيث تتكامل التجربة مع وضوح الرؤيا ودقة نظام التوجيه.
وتستمر الحال على هذا المنوال على الطرق السريعة طالما أنك لا تتجاوز سرعات الـ 120-140 كم/سا، لأن ضجيج ارتطام الهواء بالهيكل بعد تلك السرعات يصبح واضحاً وأقرب إلى أن يكون مزعجاً. ولعل الرئيسي في ذلك هو إنسيابية السيارة المتأخرة والتي تبلغ 0.37 على مقياس Cd في حين تتحلى منافساتها بإنسيابية أفضل مع 0.34 لتويوتا هايلاندر على سبيل المثال.
أما على الطرق الوعرة والتي هي الأقسى والتي تكشف حقيقة معدن السيارة وبنيتها، فلقد أثبت دورانغو أنها جديرة بخوض غِمار تلك الطرق مهما كان طبيعتها الطينية أو الرملية أو الصخرية المعتدلة الارتفاع. وهنا يمكن للسائق اختيار بعض أوضاع القيادة المتعلق ببعض أنواع الطرق عندما يرغب بذلك وعبر بعض الأزرار المثبتة في لوحة القيادة وفوق الكونسول الوسطي.
المقصورة
يؤكد التصميم الداخلي من جديد أن السيارة أمريكية ويتضح ذلك بمجرد دخولك إلى المقصورة، إذ أن لن تجد ما يبهرك لا في التصميم العام ولا حتى في تناسق عناصر المقصورة بين بعضها البعض. ونبدأ من المقاعد التي بدت تقليدية جداً رغم تزويدها بمساند جانبية لدعم أجسام الركاب، وكذلك رغم كسوتها بالجلد، إلا أن تصميمها عادي وتقليدي ويفتقر إلى أية درجة من الابتكار.
ولكي نكون منصفين، فإن تلك النقاط السلبية لم تقلل من راحة الجلوس على تلك المقاعد والتي أتت وفق ثلاثة صفوف موزعة على الشكل التالي: 2-3-2 مع ملاحظة أن الصف الثالث من المقاعد يمكن أن يتسع لراكبين بالغين مع سعة جيدة في صندوق الأمتعة.
أما لوحة لقيادة، فهي تقليدية جداً فضلاً عن تصميمها الأمريكي الباهت والمتفقر إلى الجاذبية والابتكار، ورغم أنه مزودة بكافة العناصر الضرورية لتشغيل وظائف السيارة، إلا أن خطوطها بدت قديمة وبحاجة إلى تجديد.
وتنقسم اللوحة إلى قسمين علوي وسلفي وبحيث تتواجد الشاشة التي تعمل باللمس بقياس 10.1 بوصة في القسم العلوي من الكونسول الوسطي.وتجدر الإشارة إلى أنه يمكن ربط تلك الشاشة مع الهاتف الجوال وفق نظام يو كونكت U-Connect في جيله الخامس الذي يُعتبر الأكثر تطوراً لدى الشركة. ورغم ذلك فإن تصميم الشاشة ومحيطها بدا وكأنه من عصر قديم ولا يشبه ما يتوفر لسيارات هذا الجيل لا من قريب ولا من بعيد.
التجهيزات
ويتوفر في المقصورة العديد من جيوب التخزين وحاملات الأكواب، بالإضافة إلى منافذ شحن الهاتف الجوال. كما يتوفر للسائق العديد من الأنظمة الداعمة مثل نظام الكبح التلقائي والذي يتدخل ويكبح السيارة عندما يتأخر السائق في ردة فعله، وكذلك نظام التحذير من التصادم الأمامي، ونظام مراقبة النقطة العمياء، ونظام المساعدة على البقاء في المسار.
المقاسات
يبلغ طول دودج دورانغو 5,11 متراً وهو متفوق على معظم منافساتها وهذا ما يفسر حجم صندوق الأمتعة الجيد مع وجود ثلاثة صفوف من المقاعد. أما عرض السيارة فيبلغ 1,928 متراً وهو أكبر مما يتوفر لمنافساتها ويضمن الراحة لأكتاف الركاب فضلاً عن هيبة السيارة على الطريق. في حين يبلغ ارتفاع السيارة 1,8 متراً وهو يتفوق على بعض منافساتها أيضاً ويؤكد مقدراتها على الطرق الوعرة وخاصة أن خلوصها يبلغ 20.7 سم.
وأخيراً تبلغ قاعدة العجلات 3.045 متراً وهي أكبر مما يتوفر لمنافساتها وهذا ما يفسر المساحات الكافية المتوفرة لأرجل الركاب السبعة والتي تضمن لهم الراحة التامة. وأخيراً تبلغ سعة صندوق الأمتعة 487 لتراً مع وجود ثلاثة
صفوف من لمقاعد، حيث يمكن زيادة تلك السعة عبر طي مساند المقاعد الخلفية لنحصل على 1,225 لترا. كما أن طي مقاعد الصف الثاني بالكامل سيجعلنا نحصل على سعة تبلغ 2,406 لتراً والتي تعتبر جذابة جداً فضلاً عن جعل نقل الأمتعة والأغراض الطويلة الحجم أمراً عملياً وسهلاً.
استهلاك الوقود
ورغم أن اعتقدنا أن دودج دورانغو ستستهلك الكثير من الوقود لأن وزنها مرتفع ويناهز 2,250 كغ، إلا أن استهلاكها للوقود بدا مقبولاً وأقل مما توقعنا. واستهلكت معنا دودج دورانغو داخل المدينة مع معدله 12 لتر/100 كم (167 كم/20 لتر)، بينما انخفض الاستهلاك ليصبح في حدود 9.5 لتر/100 كم (210 كم/20 لتر) على السفر ولكن بسرعات معتدلة ولا تتجاوز 130 كم/سا.
السعر
يبدأ سعر دودج دورانغو في الإمارات العربية المتحدة من حوالي 175,000 درهم وهو أكثر مما هو متوفر لمنافساتها التي باتت تتحلى بتصاميم أكثر جاذبية وحداثة. ويصل سعر السيارة مع التجهيزات الأفخم ومحرك الفئة إس أر تي بقوة 475 حصاناً إلى 300,000 درهم إماراتي والذي يعتبر برأينا مرتفعاً جداً لأنك يمكن عندها أن توظف 50,000 درهماً أخرى لتحصل على رينج روفر أو بي إم دبليو.
أما أسعارها في السعودية فتبدأ من 160,000 ريال لتصل إلى 290,000 ريالن ولا يزال السعر برأينا مرتفعاً مهما كان مستوى التجهيزات والمحركات التي تتوفر للسيارة. أما سعر إعادة البيع فهو منخفض بشكل واضح عن كافة منافساتها ولعل أحد الأسباب هو عدم شعبية ماركة دودج في أسواق الخليج العربي والتي تهيمن عليها اليابانيات وأولها تويوتا ونيسان.
المنافسات
تنافس دودج دورانغو 2024 العديد من السيارات في فئة الـSUV الكبيرة مثل فورد إكسبلورر التي تبدأ من حوالي 160,000 ريال سعودي، وكيا تيلورايد التي بدأ سعرها من 130,000 درهم، ومازدا سي إكس 9 وهوندا بايلوت التي تبدأ أسعارها من 160,000 درهم. وهذا ما يضعف موقعها التنافسي بين سيارات هذه الفئة.
وختاماً، إذا كنتَ تبحث عن سيارة دفع رباعي أمريكية بحتة وخاصة فيما يتعلق بتصميها الداخلي والخارجي، وليست لديك مشكلة مع قِدم خطوط التصميم وافتقاره إلى الجاذبية والابتكار سواء على الصعيد الخارجي أو الداخلي. وإذا كنتَ أيضاً مستعد لأن توظف مبلغاً كبيراً من المال على أن تخسر نسبة كبيرة منه عند إعادة البيع. فإنك ستجد أن دودج دورانغو هي إحدى السيارات التي قد تحقق لك طموحك لكن ننحصك بأن تلقي نظرة شاملة على بقية منسافاتها أولاً.
