تتواجد بي ام دبليو اكس ام في قطاع سيارات الدفع الرباعي الكبيرة والفخمة. وهي التي تتميز عن باقي السيارات المنافسة لها بأنها مزودة بمحرك هجين (محرك بنزين مع محرك كهربائي). بالإضافة إلى فخامة تليق بهذه الفئة من السيارات، مع عراقة تتأتى من اسم الشركة نفسها. وكذلك أيضاً خبرتها في صنع سيارات تندفع بعجلاتها الأربع وفق تقنية اكس درايف.
وسوف نتناول اليوم تجربة بي ام دبليو اكس ام، والمزودة بمحرك القمة لدى شركتها. وهو مكون من 8 أسطوانات وسعة 4.4 لتر مع محرك كهربائي وفق تقنية plug-in Hybrid. وكذلك فإن السيارة لها مقبس لشحن البطارية الخاصة بالمحرك الكهربائي. وسوف نزودكم بالتفاصيل والانطباعات التي خرجنا بها من تلك التجربة.
المحرك
حظيت بي ام دبليو اكس ام بمحرك من 8 أسطوانات بشكل V وسعة 4.4 لتر مع حقن مباشرللوقود وشاحني هواء (توين توربو). ويولد هذا المحرك مع هذه السيارة 447 حصاناً عند 6,000 د.د. وكما ذكرنا، يدعم هذا المحرك محرك كهربائي يستمد قوته من بطارية خاصة. والذي يولد 197 حصاناً لتصل القوة الإجمالية للسيارة إلى 644 حصاناً.
ومن جهة أخرى، وبالنسبة لعزم محرك البنزين، فإنه يبلغ 521 نيوتن.م عند دورات منخفضة جداً تبدأ من 1,600 د.د.. في حين أن العزم المتأتي من المحرك الكهربائي يبلغ 279 نيوتن.م. وبذلك، يصبح مجموع العزم للمحرك 800 نيوتن.م. وبالتالي، فهو عزم مرتفع جداً. فضلاً عن أنه يتحقق على دورات منخفضة جداً للمحرك.
والأهم من ذلك هو أن انطلاقة السيارة تتم بشكل شبه صاروخي وتحتاج فقط لبعض الضغط على دواسة الوقود. وبالتالي تجد أن ظهرك قد التصق بالمقعد، وخاصة إذا كنتَ تنطلق وفق النظام الهجين (باستخدام المحركين معاً). وذلك لأن العزم المتأتي من المحركين آنذاك سيصل إلى حده الأقص البالغ 800 نيوتن.م.
وإذا رجعنا إلى الغاية الأساسية لتزويد بي ام دبليو اكس ام بمحرك كهربائي، فسنجد أنها تخفيض الانبعاثات. وذلك كنتيجة لانخفاض استهلاك الوقود، والمتأتي من الاعتماد على المحرك الكهربائي فقط وخاصة داخل حدود المدينة. ونتيجة لذلك، وبما أن قوة المحرك لمذكور تبلغ 197 حصاناً، فهذا يعني أنه قادر على تحريك السيارة بسهولة. إضافةً إلى تأمين انطلاق لها. وبحيث يكون هذا الانطلاق صديقاً للبيئة، فضلاً عن أنه يكفيها للسير لمسافة تبلغ في حدها الأقصى 48 كيلومتراً قبل أن تنفذ شحنة البطارية وينطلق محرك البنزين وبدون أن يشعر السائق بذلك.
ميزات إضافية للمحرك
ومن ناحية أخرى، وإذا نظرنا إلى هذا الأمر من الناحية العملية، فإن مسافة الـ 48 كم التي تسير بها السيارة وفق المحرك الكهربائي تعتبر كافية للتنقل ضمن مدينة متوسطة الحجم. على سبيل المثال مثل أبو ظبي أو مكة المكرمة أو المدينة المنورة ذهاباً وإياباً إلى عملك، أو هدفك الذي تنوي الذهاب إليه.
أما من جهة أخرى، وفي مدن كبيرة مثل دبي والرياض، فإن تلك المسافة تكفيك فقط للذهاب إلى عملك حيث ستضطر لشحن البطارية هناك. وهكذا في حال كنتَ تنوي العودة إلى البيت كصديق للبيئة وباستخدام المحرك الكهربائي فقط.
علبة السرعات
ويتصل كلا المحركين معاً بعلبة تروس من ثمانية سرعات أمامية تعمل بتقنية ستيب ترونيك Steptronic. والتي تمكنك من تغيير النسب يدوياً أيضاً عبر مقابض مثبتة خلف المقود. ولقد بدا أداء هذه العلبة لائقاً بسمعة بي ام دبليو، فضلاً عن كونه سلساً ومتناغماً مع المحرك على كافة مستويات الدوران.
أنا الاندفاع، فإن بي ام دبليو اكس ام تندفع بعجلاتها الأربع بشكل دائم عبر كلا المحركين ووفق نظام إكس درايف X-Drive. وهو الذي يقوم بتوزيع قوة محرك البنزين على العجلات الأربع بنسبة 60% للمحور الأمامي و40% للمحور الخلفي بشكل دائم وفي الوضع الاعتيادي. أو بعبارة أخرى، وعند انزلاق إحدى العجلات الدافعة وفقدانها للتماسك مع سطح الطريق، فإن نظام إكس درايف يقوم بتوزيع العزم مجدداً بين العجلات الأربع. وبهذا الشكل يتم إرسال النسبة الأكبر من العزم للإطار الأكثر تماسكاً مع سطح الطريق
نظام التعليق
بالنسبة لنظام التعليق، فقد تم اعتماد نظام تعليق متكيف لسيارة بي ام دبليو اكس ام. بحيث يمتاز هذا النظام بأنه قادر على تغيير معايير قساوة أو ليونة ممتصات الصدمات فيه بحسب طبيعة الطريق من جهة، وطريقة قيادة السائق من جهة أخرى، هذا من ناحية التحكم في نظام التعليق.
أما ميكانيكياً، فلقد اعتمدت بي ام دبليو مع اكس ام على نظام تعليق متعدد الوصلات في كلتا الجهتين الأمامية والخلفية. وهكذا تتكامل هذه التركيبة في عملها وتتناغم مع التحكم الالكتروني المتكيف لنظام التعليق، وبحيث ستحصل في النتيجة على تعليق ممتاز لا تشوبه شائبة. فضلاً عن مقدرته على ضمان الراحة والثبات وبشكل متوزان تماماً ودون أي إخلال لأحدهما على حساب الآخر.
وفي النهاية إن ما نقصده هنا هو أنه عند خروجنا عن الطرق المعبدة وخوضنا غمار الطرق الوعرة فإن تمايل هيكل السيارة كان أكثر من ممتاز. وبدا الثبات هو سيد الموقف، والأهم من ذلك أن راحة الركوب في الداخل لم تتراجع قيد أنملة وبدت تلك التركيبة غاية في التناغم والانسجام.
التصميم
يمكن وصف تصميم بي ام دبليو اكس ام بأنه ثوري ومبتكر. إضافةً إلى النفحة الرياضية الواضحة جداً، والتي تتأتى من خطوط المقدمة بشكل عام. وبينما يهمين شبك المقدمة الكبير جداً وبشكل أنيق على النسبة العظمى من الواجهة، تأتي المصابيح النهارية ضيقة منسابة نحو الوراء، لتتداخل مع الرفاريف الأمامية. وبالتالي، تأتي تحتها المصابيح الأمامية الضيقة بتصميمها المبتكر والأنيق. أما القسم السفلي من الصادم الأمامي فيعزز النفحة الرياضية والهجومية للسيارة وخاصة في جانبيه واللذين يحتويان مصابيح الالتفاف.
من الجانب، تظهر الأناقة والفخامة جلية في الخطوط المتناسقة من جهة، وفي تداخل المصابيح الأمامية والخلفية مع الرفاريف من جهة أخرى. كما يهيمن الكروم على الكثير من المساحات وخاصة إطارات النوافذ من كافة اتجاهاتها فضلاً عن امتداد الكروم نزولاً باتجاه الأمام ليصل إلى الرفراف الأمامي وبشكل أنيق ومحبب. وتأكيداً على النفحة الرياضية للسيارة نجد أن خط السقف يتوجه نزولاً باتجا الخلف معززاً النفحة الرياضية للسيارة.
أما من الخلف، فلم يخرج التصميم عن كونه رياضياً بامتياز وخاصة في القسم السفلي من الصادم والذي تم تزوديه بمشتت كبير من الهواء وهو مصنوع بالكامل من الكروم. كما تمتد المصابيح الخلفية لتغطي مساحة كبيرة من المؤخرة مع لمسات تصميمة أخرى متميزة ومفعمة بالجاذبية.
الأداء
يمكن وصف أداء السيارة بأنه مثالي، وذلك سواء في المدينة أو السفر. حيث بدت وكأنها سيدان فخمة ومريحة، فضلاً عن الهدوء الملفت داخل المقصورة. إضافةً إلى سهولة المناورة بفضل نظام التوجيه الممتاز. وكذلك المرونة الهائلة المتأتية من عزم المحرك، والذي يلبي احتياجك بمجرد الضغط على دواسة الوقود.
وتنطلق بي ام دبليو اكس ام من 0-100 كم/سا خلال زمن قياسي ورائع والذي يبلغ 4.3 ثواني فقط. وهو ما تعجز عن تحقيقه بعض السيارات الرياضية حتى رغم أن وزنها يبلغ بالضبط 2,710 كغ. أما من ناحية سرعتها القصوى فهي محددة الكترونياً من شركتها عند 250 كم/سا. وبرأينا أن السيارة تستطيع تجاوز الـ 280 كم/سا بسهولة.
أما على الطرق الوعرة، فإن عزم المحرك البالغ 800 نيوتن.م والذي يتوفر ابتداءً من 1,600 د.د. ضمن لها تجاوز العقبات بدون أن تحتاج حتى لرفع دوران المحرك. ومن جهة أخرى، وجدنا أن نظام إكس درايف كان قادراً بجدارة على تمكين السيارة من تجاوز مختلف أنواع التضاريس الصخرية والرملية والحصوية والطينية وحتى تلك المائية والتي لا تتجاوز 30-40 سم كحد أقصى.
المقصورة والتجهيزات
نبدأ من تصميم المقاعد. والتي بدت وكأنها مصممة لسيارة رياضية، لكثرة ما تحتويه من عناصر ومساند داعمة لأجسام الركاب. وبالتالي تضمن ثباتهم في أماكنهم مهما تغيرت ظروف الطريق. كما يتكامل تصميم المقاعد مع جودة ومواد تليق باسم الشركة، فضلاً عن الفخامة العالية جداً والمتأتية من الجلد الفاخر الذي يكسو المقاعد والكثير من أرجاء المقصورة. بالإضافة لذلك تتميز كافة المقاعد بإمكانية التحكم بها كهربائياً ووفق عدة وضعيات مع إعطاء الدرجة العظمى من “الدلال” للركاب في الصف الأمامي كون مقاعدهم مزودة بتدفئة وتبريد أيضاً.
أما لوحة القيادة، فهي بسيطة وبعيدة عن التعقيد، وكذلك دون أن يقلل ذلك من أناقتها وكونها عملية بشكل كبير. كما تهيمن الشاشتان الكبيرتان على القسم العلوي من اللوحة. وبينما تم تخصيص إحداهن للعدادات والوظائف المتعلقة بالقيادة، تم تخصيص الشاشة الأخرى والتي أتت بقياس 14.9 إنشاً فهي لنظام الملاحة والوظائف الأخرى. فضلاً عن إمكانية ربطها مع الهاتف الجوال عبر نظام آي درايف 8 المتقدم جداً. إلا أن اللمسة التصميمة الوحيدة التي لم تعجبنا هي اللمسات التصميمة فوق فتحات التهوية على طرفي اللوحة. والتي لم نجدها متناسقة مع أي جزء من اللوحة.
ويتوفر في المقصورة الكثير من جيوب التخزين وحاملات الأكواب، فضلاً عن أماكن شحن الهاتف الجوال والتي يتوفر قسم منها بشحن لاسلكي. كما زودت المقصورة بنظام استماع موسيقي متطور من نوع بَوَرز أند ويلكنز Bowers & Wilkons، وكذلك نظام تكييف مستقل للمقعد الخلفي. أما أنظمة مساعد السائق فشتمل نظام المحافظة على المسار ونظام التحذير من التصادم الأمامي ونظام الركن الذاتي.
المقاسات
يبلغ طول بي ام دبليو اكس ام 5.1 متراً. وهو متميز جداً، ويتفوق على الكثير من منافساتها. وخاصة أنه تم استغلال هذا الطول لصالح خمسة ركاب فقط، الأمر الذي يعني راحة أكثر من ممتازة لكافة الركاب مع مساحات هائلة متوفرة لهم جميعاً. ومن ناحية أخرى، فيبلغ عرض السيارة مترين بالضبط. وهو يمنحها هيبة متميزة من الخارج، فضلاً عن الراحة القصوى لأكتاف الركاب في الداخل.
أما ارتفاعها، فيبلغ 1.75 متراً. وهو يؤكد على نفحتها الرياضية أيضاً ودون أن يقلل من أدائها على الطرق الوعرة. وخاصة أن خلوصها يبلغ 22 سم وهو جيد جداً لسيارة في هذه الفئة. أما قاعدة العجلات فتبلغ 3.1 متراً وهي تتفوق على كافة منافساتها بدون استثناء وتعزز المسافات المتوفرة لأرجل الركاب.
وبالمقابل، تتحلى السيارة بصندوق أمتعة كبير أيضاً، والذي تصل سعته إلى 527 لتراً. وقد يتساءل البعض لماذا بلغت السعة فقط حدود الـ 500 لتر رغم أن السيارة مزودة بصفين من المقاعد فقط. وهنا نوضح أن السبب يكمن في تزويد السيارة ببطارية خاصة للمحرك الكهربائي، والتي تستهلك حيزاً كبيراً منه، ورغم لك تبلغ تزيد سعته عن 500 لتر. وفوق ذلك فإنه يمكن طي مساند المقعد الخلفي لزيادة تلك السعة والتي تصل إلى 1,820 لتراً.
استهلاك الوقود
بفضل تزويدها بنظام هجين واعتمادها بشكل كبير على المحرك الكهربائي، استهلكت معنا بي ام دبليو اكس في المدينة مع معدله 11.1 لتر/100 كم 180 كم/20 لتر. وبالتالي، فهو استهلاك أكثر من ممتاز لسيارة يفوق وزنها 2.7 طناً. أما على السفر، فلقد انخفض الاستهلاك يبلغ 9.3 لتر/100 كم (215 كم/20 لتر).وهو ممتاز أيضاً ويتفوق على جميع منافساتها بجدارة. ويعود الفضل في هذا الاستهلاك المنخفض لاجتماع عوامل ثلاث وهي المحرك الهجين وعلبة التروس ذات السرعات الثمان وعزم المحرك الذي يتوفر بالكامل عند 1,600 د.د.
السعر
ومع كل تلك المواصفات الميزات التي ذكرنها ومع سمعة الشركة وتفوقها فإنه من الطبيعي أن يكون سعر السيارة مرتفعاً. وهو يبدأ من 650,000 درهم في الإمارات العربية المتحدة، بينما يتراوح بين 700,000-750,000 ريال في المملكة العربية السعودية. أما سعر إعادة البيع فهي لائقة بهذا الاستثمار الضخم والخسارة مقبولة.
المنافسات
تتواجد بي ام دبليو اكس ام في قطاع تهيمن عليه الألمانيات بالإضافة إلى رينج روفر. ومن أهم الألمانيات نجد مرسيدس جي إل إي 63 إيه إم جي، وآودي آر إس كيو 8، وبورشه كاين توربو. وأخيراً، رينج روفر سبورت. حيث تتراوح أسعار تلك السيارات بين 600,000-800,000 ريال أو درهم. وذلك بحسب مستوى التجهيزات المتوفرة لها. مع تفوق واضح لـ بي ام دبليو اكس م في موضوع تقنية المحرك الهجين.
وفي النهاية، إذا كانت لديك ميزانية كبيرة وكنتَ ترغب بسيارة دفع رباعي كبيرة وشديدة التميز لدرجة أنها تتسبب في إدارة رؤوس جميع من في الشارع عند مرورها، وإذا كنتَ تثمن موضوع الانبعاثات ولديك نزعة صداقة للبيئة وترغب في المساهمة في الحفاظ عليها، فإن بي ام دبليو اكس ام هي ضالتك المنشودة بجدارة.
