ما هي التوجهات الجديدة في تصميم السيارات. وهل تستهدف التصاميم الخارجية فقط، أم تمتد التصميم الداخلي. أم أنها تمتد لتشمل كل ما في السيارة
هذا ما سوف نبحثه اليوم، حيث أصبحت معظم شركات السيارة تتوجه نحو اعتماد أساليب جديدة في التصميم. حيث تستهدف تلك الأساليب تحقيق الشعارات المرفوعة في هذه الصناعة بشكل خاص وفي بقية الصناعات بشكل عام. أما أهم تلك الشعارات فهو الاستدامة والتي سوف نقرأ ونسمع عنا كثيراً طالما أن هناك توجهاً قوياً جداً بين الدول للمحافظة على البيئة. وكذلك نحو تخفيف نسب انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون إلى حدوده الدنيا.
ولكي تكون مقالتنا واضحة ومفيدة وشاملة، فسوف نقوم بتقسيم توجه الشركات وتركيزها على التصاميم الخارجية ثم التصاميم الداخلية كل على حده.
أولاً-التصاميم الخارجية
ويمكن تقسيم تركيز الشركات على التصاميم الخارجية على ثلاثة أمور رئيسية وهي:
1. الانسيابية
إن تحسين إنسيابية السيارة (تخفيض مقاومتها للهواء إلى الحد الأدنى) ينعكس إيجابياً على عدة أمور. ونذكر من أهمها تخفيض استهلاك الوقود، ومن ثم تحسين الضجيج داخل السيارة كون ارتطام الهواء بها بات أكثر سلاسة. أما ثالثها زيادة عمرها لأن عوامل الاحتكاك بشكل عام باتت أقل وبالتالي انخفض معدل اهتراء أجزاء السيارة بشكل عام
2. المصابيح الأمامية والخلفية
تركز الشركات اليوم على تطوير أنظمة إضاءة أمامية تركز على عدة عوامل. والتي يمكن تلخيصها بتوزيع الإنارة بالشكل الأمثل. والذي يجب أن يتناسب مع حركة المقود ويضمن عدم إزعاج سائقي السيارات القادمين من الطرف المقابل.
كما يتم التركيز على تصميم تلك المصابيح والتي باتت تعمتد معظمها على تقنية إل إي دي LED التي توفر الطاقة بشكل كبير وتضمن الاستدامة. ودون أن ننسى الناحية الجمالية والتي يتم فيها تناغم الأضواء والخلفية بشكل جميل مع تصميم هيكل السيارة.
3. استخدام المواد المستدامة
يتم التوجه نحو استخدام مواد خفيفة في صنع هياكل السيارات. ونذكر منها ألياف الكربون للسيارة الرياضية أو الباهظة الثمن، أو الألمنيوم للسيارات الأخرى. حيث يساهم تخفيض وزن السيارة بشكل كبير في تخفيض استهلاكها للوقود وبالتالي تقليل نسبة الانبعاثات والمساهو إيجابياً في حماية البيئة.
ثانياً-التصاميم الداخلية
وتركز شركات السيارة أيضاً على ثلاثة عوامل والتي سوف نستعرضها أدناه:
1. التجهيزات الذكية
رغم أنه توجه مستقبلي، إلا أننا أصبحنا نراه كثيراً في سيارات هذه الأيام. وتتضمن التجهيزات الذكية شاشات كبيرة تعمل باللمس والتي تقدم أنظمة ملاحة متقدمة تضمن اختيار أنسب الطرق للصول إلى الهدف. بالإضافة إلى إمكانية تشغيل وظائف السيارة باستخدام الأوامر الصوتية. وذلك ليصبح السائق أكثر تركيزاً على الطريق وبت تحقيق معدلات أعلى من السلامة.
2. أنواع المواد الداخلة في تصنيع المقصورة
تتوجه شركات السيارات لاستخدام مواد صديقة للبيئة مثل البلاستيك المعاد تدويره. وكذلك الألياف النباتية المنشأ، بالإضافة إلى استخدام الجلود الصناعية بدلاً من الجلود الطبيعية وذلك لضمان حماية أكبر للبيئة.
3. الرفاهية والراحة
ومع تقدم التكنولوجيا وتحسن وسائل الاتصال، بات الكثير من الأشخاص يقضون وقتاً أطول في سياراتهم. وذلك لأنه بإمكانهم إنجاز الكثير من أعمالهم خلال الطريق. وهذا ما حفز شركات السيارات لتطوير مقاعد أكثر راحة مع مساحات رحبة لأكتاف وأرجل الركاب. بالإضافة إلى أنظمة مناخ وتكييف تضمن الراحة القصوى للسائق والركاب، فضلاً عن الهدوء داخل المقصورة والذي يتأتى من العزل الصوتي الجيد فيها.
ثالثاً-التصاميم التي تفرضها الاستدامة
يعتبر مفهوم الاستدامة مفهولاً شاملاً وواسعاً جداً، ويدخل في صلبه معايير كثيرة. ولتعزيز الاستدامة فلقد قامت شركات صناعة السيارات بتطوير تقنيات عديدة وثورية والتي تندرج كلها تحت مفهوم الاستدامة. والذي بات الشغل الشاغل والهدف الأسمى للدول كافة.
وتعتبر السيارات الكهربائية والهجينة إحدى أهم أسباب تحقيق الاستدامة. وذلك كونها تُنتج كميات أقل من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون. ويكمن الفرق بين السيارات الكهربائية البحتة والسيارات الهجينة في أن الأخيرة لا تزال تستخدم محرك البنزين بالإضافة إلى المحرك الكهربائي. وهي بالتالي تحقق تحولاً جزئياً نحو الاستدامة وهذا ما تفرضه رغبة الزبائن وعدم تقبل الكثير منهم لفكرة السيارة الكهربائية البحتة.
كما باتت الكثير من شركات السيارات تضغط المصاريف وتعتمد في تطوير سياراتها على قاعدة موحدة بين معظم طرازاتها. وبحيث تقوم بإدخال بعض التعديلات التصميمية على قاعدة ذلك الطراز دون الاضطرار إلى تصميم قاعدة جديدة بالكامل. وهذا يعني خطوط إنتاج أقل تعقيداً وبالتالي عمليات إنتاج أقل وهو بالنتيجة انبعاثات أقل.
ومع انتشار موضة السيارات الذاتية القيادة فإن تلك السيارة تتطلب استخدام الكثير من الكاميرات والحساسات. ويتطلب هذا بالنتيجة توجهات تصميمية جديدة على كافة الصعد خارجياً وداخلياً وحتى في البنية التحتية للسيارة.
رابعاً-آراء الزبائن والتوجهات المستقبلية
يعتبر السباق بين الشركات في تحويل آراء الزبائن إلى حلول قابلة للتطبيق أمراً أساسياً لاستمرار تلك الشركات. بالإضافة إلى بقائها قادرة على المنافسة في سوق بات التطور فيه سريعاً جداً بفضل التقنيات الحديثة والمتطورة التي باتت متاحة بكثرة. ولعل أهمها تقنية الذكاء الاصطناعي التي غزت صناعة السيارات بدءً من خطوط التصنيع ومروراً بتحويل آراء الزبائن إلى حلول ترضيهم وابتكارات تحقق لهم المزيد من الراحة والرفاهية والأمان. وصولاً إلى روبوتات المحادثة التي تضمن الاستجابة لشكاويهم ومتابعتها عى مدار الساعة وفي كافة أيام الأسبوع.
أما مستقبلياً، فتحضر معظم الشركات لمواكبة التطور العلمي في كافة المجالات. وبالتالي تقديم تقنيات جديدة والتي من شأنها الاستفادة من هذا التطور إلى الحد الأقصى. ومن الأفكار التي يتم تداولها بكثرة هي التواصل بين السيارات والتي تعتبر مكملة لتقنية لقيادة الذاتية. وبحيث يضمن موضوع التواصل بين السيارات ذاتية القيادة فهم تلك السيارات على بعضها البعض ومعرفة نية ووجهة كل منها للأخرى. الأمر الذي يعزز السلامة ويضمن انخفاض الحوادث الاصطدام إلى الحد الأدنى الممكن.
الخلاصة
وختاماً، فإن التطور العلمي هو سيف مسلط على شركات السيارات والذي يجب عليها مواكبته والاستفادة. طلما أنها تنوي البقاء في دائرة المنافسة والاحتفاظ بحصتها السوقية.
ولقد سمع معظمنا كيف استطاعت بي واي دي الصينية قضم حصة من سوق تسلا التي تعتبر عملاق السيارات الكهربائية. ولعل هذا درس يجب أن تتعلمه الكثير من الشركات الأخرى لأن المنافسة لا ترحم والبقاء هنا لمن يواكب العلم ويسير معه خطوة بخطوة. وذلك باستخدام حلول قابلة للتطبيق وملبية لطلبات الزبائن. بالإضافة إلى كونها محققة لأعلى درجات السلامة والراحة مع التركيز الأساسي على الاستدامة التي باتت الشعار الأول في كافة الصناعات